الجمعة، فبراير 24، 2012
12:20 ص
أخذنا معه إلى سحماتا... ورحل
علي هويدي - ثابت:
تعود ذكرياتنا مع الحاج أبو عماد رحمه الله، الى بدايات العام 2006. كنت حينها أبحث عن مقتنيات موثقة حملها أهل فلسطين معهم خلال نكبة عام 48، ذلك لتبقى شاهداً على حضارة وثقافة وتاريخ وجغرافية فلسطين...، وقادني ابن المرحوم أخي بشير (أبو عمر) الى والده الذي أخبرني بأنه لا يزال يحتفظ بقطعة موسيقية حملها معه من فلسطين خلال رحلة اللجوء الى لبنان. طرقت باب الرجل الذي شارف على السبعين حينها وهو يعلم مقصدي، وقال بلهجة الواثق: تعال معي، لاتبعه الى سطح المنزل حيث صندوق يضعه بين صناديق أخرى، هي دقائق قليلة ويخرج قطعة قديمة من القماش ملفوفة على شيء ما، لحظات ودموع الرجل تنهمر، ليضع أمامي "ناي" هو الشيء الوحيد المتبقي من ذكرى أخيه احمد، أعطانيه وهو يعلم بأنه قد حان وقت إطلاق أجنحته ليزقزق كطيور السنونو فوق البراري، ولتشكل واحدة من العلامات الفارقة على عدم نسيان فلسطين وتراث فلسطين وعادات وتقاليد فلسطين وهوية البلد المقدس.
الحاج أبو عماد، هو سعيد اسعد سعيد عثمان مواليد العام 1937 في سحماتا قضاء عكا في فلسطين، كان يأمل الفقيد بأن يدفن في مقبرة سحماتا، لكن وافته المنية صبيحة يوم السبت 18/2/2012 في مخيم الرشيدية للاجئين. احتفظ الحاج أبو عماد بالنّاي الذي كان يملكه أخيه احمد، وعلى الرغم من صغر سن الأخ في ذلك الوقت، إلا أنه كان مقصداً للمناسبات السعيدة من الأفراح وسواها لمهارته في الدبكة والعزف على الآلة، ليلبي ليس فقط دعوات أهل القرية إنما أيضا دعوات لإحياء مناسبات القرى المجاورة، من دير القاسي وترشيحا المجاورتين وحتى القرى البعيدة مثل البعنة ودير الأسد ومجد الكروم، ويفخر أبو عماد بأن الناي من صنع فلسطين وتحديداً في ترشيحا. توفي احمد في فلسطين في العام 1943 إثر دهسه من قبل شاحنة تابعة للجيش الإنكليزي المحتل كانت تمر على طريق عكا الرئيسي وكان عمره حينها 18 سنة كما أخبرني الحاج ابو عماد، وتركته الشاحنة مرميَّاً على قارعة الطريق ومضت لولا أن رآه بعض الناس من أهالي القرية..
وبالمناسبة لم يكتف الحاج أبو عماد بتقديم (ناي أخيه)، لكن كذلك سبع صور فوتوغرافية تظهره وزوجته الحاجة أم عماد تعود الى العام 1992 عندما حصلا على ترخيص من الصليب الأحمر الدولي لزيارة أقاربهم في فلسطين، حيث زارا قريتهما المدمره سحماتا، وقد حدثني الحاج ابو عماد عن ذكريات كثيرة مستشهدا بالصور التي حملها معه، فطفولته محفورة هناك، في ذلك التل وفي تلك الساحة وقرب تلك الشجرة وبجانب تلك المدرسة: "وهنا وقعت وهنا لعبت وهنا سبحت ومن تلك الماء شربت..".
تمنى الزيارة الا تنتهي، تجوَّل في القرية المدمرة هنا وهناك وهنالك ثم يعود الى هنا وهناك وهنالك من جديد، الى بركة القرية والسير على العشب الغض الطري ويعد خطواته في طرقاتها وبين نباتاتها وما تبقى من أشجارها لينتقل ويتفقد منزل الشيخ مصطفى وبعدها الى منطقة "ظهر الباط" في القرية...، عاد مجبرا ومكرها الى مخيم اللجوء من جديد، لكن ليس قبل زيارة مقبرة سحماتا ليقرأ الفاتحة عن روح والديه والشيخ مصطفى وأهالي القرية واخيه احمد صاحب النّاي.
تعود ذكرياتنا مع الحاج أبو عماد رحمه الله، الى بدايات العام 2006. كنت حينها أبحث عن مقتنيات موثقة حملها أهل فلسطين معهم خلال نكبة عام 48، ذلك لتبقى شاهداً على حضارة وثقافة وتاريخ وجغرافية فلسطين...، وقادني ابن المرحوم أخي بشير (أبو عمر) الى والده الذي أخبرني بأنه لا يزال يحتفظ بقطعة موسيقية حملها معه من فلسطين خلال رحلة اللجوء الى لبنان. طرقت باب الرجل الذي شارف على السبعين حينها وهو يعلم مقصدي، وقال بلهجة الواثق: تعال معي، لاتبعه الى سطح المنزل حيث صندوق يضعه بين صناديق أخرى، هي دقائق قليلة ويخرج قطعة قديمة من القماش ملفوفة على شيء ما، لحظات ودموع الرجل تنهمر، ليضع أمامي "ناي" هو الشيء الوحيد المتبقي من ذكرى أخيه احمد، أعطانيه وهو يعلم بأنه قد حان وقت إطلاق أجنحته ليزقزق كطيور السنونو فوق البراري، ولتشكل واحدة من العلامات الفارقة على عدم نسيان فلسطين وتراث فلسطين وعادات وتقاليد فلسطين وهوية البلد المقدس.
الحاج أبو عماد، هو سعيد اسعد سعيد عثمان مواليد العام 1937 في سحماتا قضاء عكا في فلسطين، كان يأمل الفقيد بأن يدفن في مقبرة سحماتا، لكن وافته المنية صبيحة يوم السبت 18/2/2012 في مخيم الرشيدية للاجئين. احتفظ الحاج أبو عماد بالنّاي الذي كان يملكه أخيه احمد، وعلى الرغم من صغر سن الأخ في ذلك الوقت، إلا أنه كان مقصداً للمناسبات السعيدة من الأفراح وسواها لمهارته في الدبكة والعزف على الآلة، ليلبي ليس فقط دعوات أهل القرية إنما أيضا دعوات لإحياء مناسبات القرى المجاورة، من دير القاسي وترشيحا المجاورتين وحتى القرى البعيدة مثل البعنة ودير الأسد ومجد الكروم، ويفخر أبو عماد بأن الناي من صنع فلسطين وتحديداً في ترشيحا. توفي احمد في فلسطين في العام 1943 إثر دهسه من قبل شاحنة تابعة للجيش الإنكليزي المحتل كانت تمر على طريق عكا الرئيسي وكان عمره حينها 18 سنة كما أخبرني الحاج ابو عماد، وتركته الشاحنة مرميَّاً على قارعة الطريق ومضت لولا أن رآه بعض الناس من أهالي القرية..
وبالمناسبة لم يكتف الحاج أبو عماد بتقديم (ناي أخيه)، لكن كذلك سبع صور فوتوغرافية تظهره وزوجته الحاجة أم عماد تعود الى العام 1992 عندما حصلا على ترخيص من الصليب الأحمر الدولي لزيارة أقاربهم في فلسطين، حيث زارا قريتهما المدمره سحماتا، وقد حدثني الحاج ابو عماد عن ذكريات كثيرة مستشهدا بالصور التي حملها معه، فطفولته محفورة هناك، في ذلك التل وفي تلك الساحة وقرب تلك الشجرة وبجانب تلك المدرسة: "وهنا وقعت وهنا لعبت وهنا سبحت ومن تلك الماء شربت..".
تمنى الزيارة الا تنتهي، تجوَّل في القرية المدمرة هنا وهناك وهنالك ثم يعود الى هنا وهناك وهنالك من جديد، الى بركة القرية والسير على العشب الغض الطري ويعد خطواته في طرقاتها وبين نباتاتها وما تبقى من أشجارها لينتقل ويتفقد منزل الشيخ مصطفى وبعدها الى منطقة "ظهر الباط" في القرية...، عاد مجبرا ومكرها الى مخيم اللجوء من جديد، لكن ليس قبل زيارة مقبرة سحماتا ليقرأ الفاتحة عن روح والديه والشيخ مصطفى وأهالي القرية واخيه احمد صاحب النّاي.
أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئاً أو تجرح على أي شخص أو جهة أو
هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .
تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم
معين .
ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك وفي النهاية
اكبس تعليق.
التسميات:
أخبار فلسطنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ناصر للكهرباء
Translate
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الصفحة الدينة
اكرام يونس العلي
حسين علي شريف
السيد اسامة بركات واولادة
احمد عبد الرحمن ابو عياش
مختار البص
اسماعيل عبد الرازق
SALEM SAT
SALEM NET
المشاركات الشائعة
-
يعلن محل سنو وايت عن وصول المجموعه الجديده من فساتين الاعراس والسهرة
-
موقع البص الجديد WWW.ALBUSS.COM EMAIL:ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM ALBASSCAMP@GMAIL.COM TEL:03066158
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2012
(2534)
-
▼
فبراير
(371)
- ثانوية الأقصى استقبلت الأهل بعد صدور نتائج نصف الس...
- الحريري شاركت العائلة تقبل التعازي وجددت المطالبة ...
- النحات السوري محمد رستم يجسد صورة الموناليزا على ...
- تسهيل عمل اللاجئين الفلسطينيين بلبنان
- 42 مليون دولار من النرويج لدعم السلطة الفلسطينية
- طباخ أفغاني يسمم جنود أمريكان إنتقاما لإحراق المصح...
- أسرار مليون عربي في "تويتر" على طبق فضة للمخابرات
- السفير دبور يبحث مع بلاملي اوضاع اللاجئين الفلسطينيين
- صينية تغادر كفنها بعد 6 أيام من دفنها
- حمدان التقى وفد لجنة دعم المقاومة في فلسطين
- دبي تدخل 'جينيس' بأضخم كتاب في العالم عن حياة الرسول
- تكريم الرئيس الحص في صور
- حفل استقبال في ذكرى انطلاقة الديمقراطية في البداوي
- ثالث المرحوم الحاج الاستاذ سميح خالد الخطيب (ابو ا...
- سياج الاثار أيل للسقوط
- صيدا ترفض الجريمة وتطالب بحقها في الأمن والأمان وب...
- وفد الهيئة الإسلامية الفلسطينية يزور الشيخ محمد يزبك
- ماتت لمدة 45 دقيقة وعادت إلى الحياة بعد ان قال لها...
- مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ماهر ...
- ريفي التقى وفد "لجنة دعم المقاومة في فلسطين"
- "ميدالية القدس" لأعضاء البعثة اللبنانية في نيويورك...
- المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة – لبنان
- منسق تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود
- اللواء ريفي يكلف قائد منطقة الجنوب العميد طبيلي مك...
- اتصلت بقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية لم...
- بقلم أحمد حلاوي : مهى الخليل الشلبي ... صور مهددة ...
- بيان صادر عن الهيئات الاقتصادية في صيدا والجنوب اس...
- الجمعية الدولية للمحافظة على صور
- القدس عاصمة الأرض والسماء " المسيرة الدولية إلى ال...
- صدق أو لا تصدق في لبنان هذا الإعلان
- شجار في أبنية متصدعة
- الحب ولو في خيمة
- العثور على إنجيل يحوي نبوءة عيسى بالنبي محمد
- تحذير إسرائيلي من انتفاضة ثالثة
- "الديموقراطية" احتفلت بذكرى انطلاقتها: فيصل جدد ا...
- وفد من "فتح" زار المكتب السياسي لحركة "أمل" تشديد...
- "جبهة التحرير الفلسطينية: لانقاذ الاسيرة هناء الشلبي
- طلاب ثانوية شحور يكافحون تدخين النرجيلة ؟؟ ويلتقو...
- ثانوية دير ياسين تكرم طالبات محجبات\ مخيم البص
- اللجان الاهلية تتحرك لمتابعة قضية وفاة نسرين كريم...
- شكر من ال بدر
- إصطياد سمكة غريبة طولها 40 قدم في باكستان
- طرائف وغرائب النساء
- اي فون على شكل شاعة
- معلومات راح تخسر لو ماعرفتها
- زار وفد من اللجنة الاهلية في مخيم البص مهنئا
- لاجئ فلسطيني يستغيث اصحاب الضمير الحي
- اقيم في صيدا ثالث المرحوم حسين احمد بدر ابو هشام
- قيادة جبهة التحرير الفلسطنيية تبارك إنطلاقة موقع م...
- ضمن فاعليتها للتضامن مع المرابطين في المسجد الأقصى
- فأرة تتيح التحكم في الكمبيوتر عن طريق اللسان
- وقفات وأسئلة.. والقدس!
- إسرائيل تشكو بطل الجودو المصري لرفضه مصافحة لاعبها
- قطر اغنى دولة في العالم لعام 2011
- ياسر عرفات أصبح دعاية إعلانية للأرجيلة والمعسل في ...
- الحاجه ام الاختراع وهذا الرجل السويسري أثبت ذلك .....
- هل يقف الفقر حاجزاً أمام التفوق الدراسي؟
- الكشف عن خطة "إسرائيلية" لضم غزة لمصر وضم 60% من ا...
- حارة "كل مين إيدو إلو" بفرعها في لبنان: أسعار السل...
- مجلس علماء فلسطين في لبنان يستنكر ويدين الاْعمال ا...
- حبة بطاطا تزن كل واحدة منها حوالي 1000 غرام ( كيلو...
- فلسطين في منظمة التجارة العالمية .. مستقبل دولة
- عرضت مع منسقية تيار المستقبل في صيدا والجنوب المست...
- الكتيبة الكوريّة تقدّم لوحات تفاعليّة لمدرسة العام...
- أخذنا معه إلى سحماتا... ورحل
- ميثاق شرف فلسطيني في مخيم البداوي
- ريفي استقبل المفتي مدرار حبال مع وفد من بلديات من...
- مكتب التوجيه السياسي في حركة فتح ينظم لقاءً تضامني...
- مجلس علماء فلسطين يحي صمود البطل المجاهد الشيخ خضر...
- قوانين دولية يجب ان تحترم بالرغم من غرابتها
- ذكرى ثالث (أبو جهاد الحفيان) كفر بدّا جنوب لبنان
- مدارس السويد فى المستقبل
- آية" طفلة فلسطينية تعيش حياتها بواسطة قدميها
- سكران جعل 121 امراة تدخل الاسلام
- رمانة وتفاحة وحليب
- قرار لنحاس بتنظيم آلية منح إجازة العمل للأجراء الف...
- "الأونروا" أعلنت مساهمة النروج بمليوني دولار "لاست...
- سمك "الغليون" للمرة الأولى على شواطىء صور
- بركة زار السفير المصري: استعراض للمستجدات الفلسطينية
- "لقاء علماء صور": لعقد مؤتمر لنصرة القرآن والأديان
- أسامة سعد التقى وفدا من القوى الفلسطينية
- ترجمة لبروتوكول التعاون بين مؤسسة الحريري وLAU لتط...
- لقاء علمائي تضامني مع الشيخ خضر عدنان في بيروت
- كشافة لبنان المستقبل تنظم مسابقتين في الرسم والشعر
- قائد القطاع الغربي في اليونيفيل يرعى افتتاح مكتبة ...
- محل سليم الالومي في مخيم البص ينهض من جديد
- الشاي المنعش بالفواكه بالطريقة الهندية كحمية غذائية
- قائمة أثرياء الهند في الخليج العربي !
- فقرة منوعات
- نعجة تنجب خروفاً وارنباً
- اخبار فلسطنية
- أحمد الحريري خلال استقباله وفدا فلسطينيا برئاسة زك...
- زكي عقد مؤتمرا صحافيا في مقر سفارة فلسطين: "حماس"...
- اخبار فلسطنية
- فقرة منوعات
- اعتصام تضامني في البرج الشمالي مع خضر عدنان
- من المطبخ التركي: 3 أصناف حلوى
- يهوديات يهددن بإقتحام الأقصى غدا
- قصة موت بطيء سبّبته الأونروا.. أم فلسطينية (34 عام...
- أضخم مولودة في بريطانيا تزن نحو 7 كيلوغرامات
-
▼
فبراير
(371)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق