دليل المواقع : أقام حزب الله مأدبة عشاء على شرف سفير روسيا الإتحادية في لبنان السيد الكسندر زاسبكين بمطعم شواطينا في مدينة صور

الجمعة، مايو 18، 2012

أقام حزب الله مأدبة عشاء على شرف سفير روسيا الإتحادية في لبنان السيد الكسندر زاسبكين بمطعم شواطينا في مدينة صور

5:50 م

أقام حزب الله مأدبة عشاء على شرف سفير روسيا الإتحادية في لبنان السيد الكسندر زاسبكين بمطعم شواطينا في مدينة صور، برعاية وحضور مسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد عمار الموسوي، عضوي كتلة التنمية والتحرير النائبين علي خريس وعبد المجيد صالح، رئيس فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور والعقيد مدحت حميّد، والملحق العسكري في السفارة الروسية وأعضاء من السفارة، مفتى صور الجعفري الشيخ حسن عبد الله، راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، والارشمندريت جاك خليل ممثلا المطران الياس الكفوري، رئيس تجمع علماء صور الشيخ علي ياسين، أمين سر تجمع علماء فلسطين الشيخ هشام عبد الرازق، ورئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، وفد من متخرجي معاهد روسيا الاتحادية وجامعاتها ، وممثلين عن حركة أمل وحزب الله والأحزب والقوى، وفعاليات وشخصيات سياسية ودينية وتربوية وثقافية وإعلامية.

وقد ألقى السيد عمار الموسوي كلمة رحب فيها بالضيف الكريم وبدولته العظمي التي حاولت أن ترسي أسساً جديدةً لمفهوم العَظَمَة التي ليست استبدادا وتشريعا للحروب وللغلبة من اجل الهيمنة والسيطرة، في ارساء قواعد المحبة والتعاون والتضامن بين الشعوب والأقوام، مشيراً إلى أن روسيا بتاريخها الحديث والقديم هي الجار والصديق الذي نتطلع كشعوب منظقة الى بناء افضل العلاقات واشد الاواصر معها ومع شعبها المحب للسلام، والذي فتح قلبه وعقله للكثير من ابنائنا الكادحين الذن كانوا يتطلعون الى العلم والمعرفة ليعودوا اصحاب خبرات في كل التخصصات العلمية.

وأشار السيد الموسوي إلى أننا لا نريد أن نكرمكم على فيتووين اثنين استعملتهما روسيا والى جانبها الصين في مجلس الامن الدولي دفاعاً عن حق كان ولا يزال يراد له ان يستباح، فأنتم قمتم بما اعتقدموه واجبا عليكم من موقعكم كدولة مؤثرة في الساحة الدولية.
وقال: "الموقف الذي اتخذتموه والذي لا تزالوا متمسكين به هو موقف تاريخي ومن شأنه ان يعيد التوازن الى المسرح الدولي الذي عانى طويلاً من الاهتزازات والخلل الذي اوصل الى فوضى طوال عقود مضت، والذي ادخل العالم كله في حروب وصراعات وذلك كله بسبب الهيمنة ومحاولات الاستفراد الامريكية في السيطرة على العالم".

ورأى الموسوي أننا نتطلع الى عالم الشراكة الذي لا يصنع مستقبله طرف واحد بالاملاء والغلبة، انما تخطط له وتصنعه شراكة الجميع وتستغل فيه الثروات بشكل عادل، بدل من أن تبقى مستنزفةً على مذبح الاطماع الاستكبارية الغربية التي حولت اقليمنا العربي الى مرتع لغزواتهم ولأطماعهم، لافتاً إلى أن ثمة محاولة تقوم بها قوى المكر واعلاما للتوهيم وتشويه الموقف الروسي والصيني واظهار الموقف الروسي على اساس انه موقف مرتبط بمصالح ضيقة في علاقة مع هذا النظام في سوريا او مع هذه الدولة في المكان الفلاني، إلا أن هذه الإعلام والمحاولات خبيثة وشيطانية وماكرة، مطظئناً السفير الروسي بأن ذلك لا يعبر عن أكثرية كاسرة في هذه الأمة وشعوب المنطقة.
وقال: "صحيح ان صوتهم عال ويملأ الفضاءات ضجيجا، إلا أن الاكثرية الساحقة من هذه الامة ترى في الموقف الروسي امتدادا لذاك الموقف المأثور في دعم الحق العربي في معركة العرب المركزية ضد عدو الامة الاساسي العدو الصهيوني".

وشدد الموسوي على أن روسيا لم تحيد في سياستها عن دعم حقوق العرب والعمل من اجل المساهمة في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة وصناعته، ليس فقط لأنها جارة أو لأنها صاحبة مصالح هنا، بل لأنها ليست إمبريالية أو تتطلع إلى علاقة قائمة عي الهيمنة والسيطرة ونهب الثروات، بل إلى علاقة قائمة على التوازن والصداقة والإحترام المتبادل والمصالح والتاريخ المستركين.

واعتبر أننا هنا لنشد على ايديكم ولنبارك لروسيا وشعبها بالانتخابات الرئاسية وبالرئيس بوتين مرة جديدة في الكرملن، متمنياً لهم المزيد من الرفاه والتقدم، مؤكداً أن السفير الروسي بدأ مهمة في غاية الأهمية وكان خلاقاً في اعادة اعطاء المكانة للعلاقات اللباننية الروسية، متمنياً له أياماً طيبةً في ربوع هذا البلد المحب لبنان، بلد المقاومة والإخاء والحرف والعيش المشترك، آملاً منه أن يؤدي في المستقبل المزيد من الأدوار لمصلحة هذه العلاقة المشتركة.

بدوره عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب عبد المجيد صالح رحب بالسفير الروسي في مدينة صور، وأشار إلى أننا نذكر كل وقفاتكم ولذلك افتقدانكم طويلا وكنا قلقين على المستقبل وخائفين من احادية ظالمة تكيل بعدة مكاييل، ولا ترى في عدوانيتها وسياستها الا العدوان والاحتلال الاسرائيلي، ومصالحه التوسعية التي تكاد تبتلع القضية الفلسطينية بما فيها من حق مطلق وظلم للإنسانية جمعاء.

وشدد على أن الأحادية ارادت ان لا ترى الا بعين واحدة وأرادات من خلال تفتيت سوريا ان تفتت المنطقة، ولكن قائمتكم في مجلس الأمن أعلنت إعادة التوازن إلى القرار الدولي والحق العربي في فلسطين، ولأن يكون هناك توازن في الرعب والقرار، وأن يكون البحر المتوسط وفضاء الشرق الاوسط الكبير غير خاضعين للمحاصصة ولا للحضور التجاري، وانما هو مدى وافق لكل العالم ولكل الشعوب التي تفتش عن كرامتها، التي هي في كثير من المرات أفضل من الخبز والأمن.

السفير الروسي الكسندر زاسبكين شكر للمنظمين هذا الاستقبال واعتب أننا في روسيا ومنذ 12 سنة، وبعد الفترة الانتقالية نمارس نهجاً متوالياً نحو تكوين عالم متعدد الاقطاب، وأن هذا يعني اننا مستعدون ونمارس الحوار مع العدد الاوسع من الدول في العالم، ونرى المستقبل الجيد في العلاقات لأن روسيا تنطلق ليس من المصالح المؤقتة بل من الرؤية الاستراتيجية والبانورامية لما يحدث في العالم وتتعاون مع الدول على اساس الشرعية الدولية.

وأشار إلى أن التعاطي يعني بالدرجة الاولى احترام سيادة الدول، ونحن في ما يتعلق في منطقة الشرق الاوسط، وما يحدث الآن في سوريا ننطلق من مبدأ ضرورة ايجاد الحل السياسي لكل المشاكل السلمية واعادة الاستقرار في اقرب وقت ممكن الى كل بلد وشبر من الأراضي العربية والسورية.

وفي الشأن اللبناني أكد زاسبكين التمسك بسيادة لبنان واستقلاله ووحدته وضرورة الحفاظ على الأمن والإستقرار في هذا البلد الصديق، لافتاً إلى أننا متحمسون للتطوير المتواصل للعلاقات معه حكومة وشعباً.

وكان السفير الروسي قد افتتح مكتبة لتعليم اللغة الروسية في قصر المملوك في مدينة صور برعاية المجلس البلدي، وحاضر بعدها في منتدى الفكر والأدب في المدينة تحت عنوان سياسة روسيا الإتحادية في الشرق الأوسط، بحضور النائب عبد المجيد صالح والارشمندريت جاك خليل ممثلا مطران الروم الارثوذكس في الجنوب الياس كفوري، ورئيس ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني ووفد من حزب الله برئاسة مسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد عمار الموسوي، ورئيس الجالية السورية في لبنان مصطفى منصور، وعدد من فعاليات وشخصيات المنطقة ووفود سياسية وحزبية واجتماعية وثقافية وممثلون عن الأحزاب والمرجعيات الروحية والجالية الروسية، ومجموعة من الشبان السوريين الذين حملوا أعلاماً سورية وصوراً للرئيس الروسي الدكتور بشار الأسد تعبيراً عن الشكر لمواقف روسيا الداعمة لبلادهم.

وقد ألقى زاسبكين كلمة شدد فيها على ضرورة بذل كافة الجهود لمكافحة الاعمال الارهابية بما في ذلك وضع حد لتمويل وتسليح المجموعات الارهابية في سوريا، معتبراَ ان وجود المراقبين الدوليين هناك يخفض حدة التوتر وأن المطلوب من كل الاطراف التي تعتبر نفسها مسؤولة دولياً بذل الجهود لانجاح مهمة وخطة كوفي انان.

ورفض زاسبكين التعليق على سياسية امريكا في سوريا، مؤكداً أن روسيا تلح على تحريك خطة كوفي انان لأنها الوسيلة الناجحة الآن لتهدئة الأوضاع في سوريا والتحرك نحو ايجاد الحل السلمي .

ولفت إلى أن القاعدة منظمة هي إرهابية اصبحت معروفة من المجتمع الدولي وتجري مكافحتها دولياً، وأننا نتعاون مع الأمم المتحدة والدول الأوروبية والعربية منذ سنوات لمكافحة الإرهاب، وحذّر بعض الدول من استغلال ظاهرة الارهاب لتحقيق مصالح لا تتوافق مع مكافحة الارهاب التي اكد أنها مسؤولية دولية شاملة، يجب ايجاد القاسم المشترك على الصعيد الدولي حولها، وإعطاء القانون الدولي دوره في هذا المجال.

وأشار السيد زاسبكين إلى اننا نسعى الى انهاء ما يسمى القطب الواحد في العالم لتشكيل تعددية فيه، وإننا نعتمد على ضرورة التوازنات ولا نقبل كدولة وشعب، المساومة على الحقوق، كما وإننا نلجأ الى الشريعة الدولية لتصويب المواقف واعتماد الدبلوماسية الشبكية وننسج علاقات مع اوسع عدد من الدول كي يكون هناك توازن.

وقال: "ليس صحيحاً وجود حرب باردة بيننا وبين اي دولة، لإننا نسعى الى حوارات وقواسم مشتركة، ونريد ان نرى الحلول السياسية".
وأضاف: "على مستوى أزمة الشرق الاوسط نحن نسعى لايجاد حلول للنزاعات عن طريق الحوارات الوطنية دون شروط مسبقة، ودون تدخل الخارج وذلك في اطار مجلس الأمن الدولي".

وتطرق إلى الوضع السوري فشدد على أن موقفنا ثابت، وقد حصل تطور إيجابي في مواقف الغرب الدولية، الأمر الذي سمح بأخذ قرار في مجلس الأمن حول خطة كوفي انان بفضل الموقف الروسي، بعد ان كان سابقاً موقفهم غير متوازن وكان هناك ضغط كبير على الجانب السوري.

وأعلن السفير الروسي تأييد بلاده للتحرك الشعبي العربي نحو الإصلاحات، وللحراك الشعبي في الدول العربية بما فيها سوريا، مطالباً بالحل السياسي للمشاكل، ورافضاً للتدخل الخارجي في مختلف هذه الدول".
وقال : "نحن مع كل قرار ينص على الحوار السياسي والوطني ونبذل كل ما بوسعنا لاعادة التوازن الدولي والاعتماد على الشرعية الدولية، فمن حيث المبدأ لا يجوز استغلال موضوع حقوق الانسان للتدخل في شؤون الدول الداخلية".