دليل المواقع : أيار شهر المقاومة والتحرير لن يكون على إيقاع أميركا والزبانية

الأحد، مايو 27، 2012

أيار شهر المقاومة والتحرير لن يكون على إيقاع أميركا والزبانية

12:53 ص

أيار شهر المقاومة والتحرير لن يكون على إيقاع أميركا والزبانية

بقلم: الدكتور يحيى غدار

))أمين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة((

إذا سلّمنا جدلاً بأنّ استهداف "القاعدة" لمبنى التجارة الخارجية لم يخضع للتوقيت الاميركي كمبرّرٍ للغزو والاحتلال المدبّر والمنفّذ بحق العراق وافغانستان من ضمن عملية انتقامية ضدّ المنطقة العربية والاسلامية لما جرى في 11 ايلول، الاّ إنّ المسلّم به حتماً أنّ وراء استيلاد القاعدة" كانت اليد الاميركية الغاشمة لغايةٍ في نفس يعقوب بقصد مقارعة الاتحاد السوفياتي سابقاً في زمن الحرب الباردة.. وعليه، فإنّ ما يجري اليوم هو في السياق ذاته وكأنّ التاريخ يُعيد نفسه حيث يتمّ استيلاد واحتضان وتسويق التفريخات التكفيرية في موسم ما يُسمّى "الربيع العربي" بغية العبث مجدّداً بالمنطقة وتمسيخ حراك شعوبها في عملية مبرمجة ممنهجة لحرفها عن تثمير الانجازات ومنعها من إحداث التغيير الاصلاحي الديمقراطي وإلهائها بالفوران العبثي عن طريق إحياء "الفيروس المذهبية" الذي يُطيح بكل ما هو وطني وقومي وإسلامي لإغراق الامة في أتون الاحتراب الفسيفسائي الجاهلي ظنّاً من أميركا وحلفائها أنّ في ذلك سبيلاً لترويج سوق المصالح الغربية في الهيمنة والاستيلاب لمقدّرات الأمة وإراحة الكيان الغاصب، واعتقاداً منها بإمكانية حصر هذه الظواهر الهجينة في مناطق عملها مع عدم احتساب انتشارها مستقبلاً او مدى تفلّتها إن لم يكن عاجلاً فآجلاً من الايقاع الاميركي وانغماسها في الارهاب اللامحدود والذي لن يقتصر فحسب على مساحة المنطقة، بل يتعدّاها الى ساحات الغرب المستكبر والعالم على غرار ما أحدثته النتائج الموصوفة التي أفرزتها منظومة "القاعدة".

واذا كانت أميركا تُشكّل المتعهّد والمساهم والمستفيد من ترتيب وبرمجة هذا المشهد الرديء تطبيعاً لأجندة الحرب الناعمة وغيرها من المصطلحات المدبلجة استباقياً والتي في حال ارتدّت على اميركا وحلفائها بالمساوئ، فقد يمكنها استيعاب تداعياتها عن طريق البدائل المستوعبة في مخازنها المكدّسة لإثارة الفوضى عامة وبخاصة في العالم الثالث. إلاّ أنّ ما يثير الدهشة والاستغراب هو حال المحنطين القدامى والجدد في المنطقة العربية والاسلامية المستنسخين والمتلقّين الذين لم ولن يتعظوا مما حلّ بأشباههم وأسلافهم في اكثر من بلد والذين "سيخرجون من المولد بلا حُمّص"، حيث هم رغم تكرار المشهد مازالوا يعمهون في غيّهم ويداومون على ثقافة الاستزلام والتبعية للخارج والتخريب في أوطانهم دون الاعتبار من الدروس ومصير النماذج الممسوخة ومسارهم الأرعن الذي أودى بهم الى الهاوية بعد أن تسبّبوا بتدفيع شعوبهم الاثمان الباهظة تخلّفاً وافقاراً وتجهيلاً وتردّيات.

أمّا فيما خصّ لبنان، فإنّ المصادفات السيئة على اميركا و زبانيتها تكرار الرهان على أيار مجدّداً، واعتماده شهر أمر العمليات ومحطة توزيع المهام الاميركية بشخص "ليبرمان" على جوقة الشتّامين المرائين والموتورين المتناسين كيداً أو سهواً ما أنزلته المقاومة وشعبها بمنظومة الصهيو- أميركية وما أحدثته من خيبة لتلك المنظومة وزبانيتها بإسقاط اتفاق 17 أيار بالضربة القاضية واستطراداً بقطع لسان الفتنة المتطاول في 5 ايار من حراك الاذناب" حيث أعادت المقاومة الى ايار وهجه وجعلته من منطلق العين بالعين والشهر بالشهر شاهداً وشهراً للتحرير في الخامس والعشرين منه، ومحطة لردّ السهم المسموم في السابع من أيار الى نحور المفترين وشذّاذ الآفاق.

الاّ أنّ مجريات الاحداث اليوم، تُظهر أنّ أيار مازال مستهدفاً من الاذناب المتحرّكة التي هي أشبه "بذنب الكلب المسعور الذي لا يستقيم"، حيث لا تنفك هذه العصابات المأجورة عن الدوران في فلك دولاب الفتنة المضبوط على الايقاع الاميركي عن طريق استدراج مؤسسة الجيش الوطني توأم المقاومة والتحرير في محاولة لإيقاعه في أتون الانقسام كمقدّمة لإنهاء لبنان وجعله خاصرة رخوة ومنصّة تشفٍّ لإسقاط سوريا إرضاء للمشروع الامبريالي الاميركي الصهيوني والاستقالة من فرضية الصراع مع العدو الغاصب ومنحه الأمن والامان.

لكنّ أيار النوّار، شهر التحرير والمقاومة سيُخيّب بلا أدنى شكّ آمال الردّة والمرتدّين وأحلام المفتونين بالفتنة وأسيادهم. كما سيُصيبهم بالخلل والزلل والفشل ليبقى أيار كما في كل مرة شاهداً على سوء أفعالهم وتمريغ رؤوسهم بوحل العار والاندحار وتاريخاً جديداً مجيداً حسبما صاغته المقاومة وشعبها والجيش الوطني الثالوث الحامي والحافظ والحصن الحصين لديمومة لبنان والالتزام بخيار المقاومة والتحرير.

التسميات: مقالات