الخميس، أغسطس 02، 2012
4:09 ص
تقرير ليفي مسمار آخر في نعش حل الدولتين
تقرير ليفي مسمار آخر في نعش حل الدولتين
ماجد عزام
رفعت لجنة ليفي الخاصة بالاستيطان توصياتها إلى رئيس الوزراء
الإسرائيلي التي نفت صفة الاحتلال عن الضفة الغربية، وطالبت
بتشريع البؤر غير القانونية وإطلاق العنان لليهود، للسكن في الضفة
الغربية وتجاهل قرارات محكمة العدل العليا وحتى القرارات
الحكومية ذات الصلة خلال العقود الأربعة الماضية.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن قرار تشكيل لجنة ليفي القضائية من
شخصيات قضائية ذوي ميول يمينية واضحة، جاء للحصول على
مخرج قانوني في مواجهة قرارات محكمة العدل العليا المطالبة
بتفكيك وإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، تحديداً تلك التي
أقيمت على أراضي
فلسطينية، خاصة والأهم أنها جاءت لطمس وتجاوز قرارات لجنة
ساسون التي عينها أرئيل شارون في العام 2001، كجزء من حزمة
تفاهمات مع إدارة جورج بوش الابن وجاءت بمثابة العاصفة السياسية
والقضائية كونها طالبت بإزالة كل البؤر العشوائية - فاق عددها المائة -
وفضحت في السياق التؤاطو الرسمي من قبل المؤسسات والسلطات
المختلفة في إقامة تلك البؤر وازدهارها بما يتناقض حتى مع القانون
الإسرائيلي نفسه، علماً أنها تحاشت التصادم مع القانون الدولي وتعاطت
ضمنياً مع الضفة الغربية كأراضي محتلة.
تضمن تقرير ليفي دلالات مهمة في السياقين الداخلي والخارجي.
فقد أظهر مدى سطوة المستوطنين وهيمنتهم شبه الكاملة على الحياة
السياسية والحزبية وميل الحكومة الدائم لإرضاءهم واستمالتهم كما تبدي
من قرار تحويل كلية أرئيل إلى جامعة رغم معارضة لجنة التخطيط
والميزانية في مجلس التعليم العالي وممانعة الجسم الأكاديمي بكامله
تقريباً للخطوة التي طوّعت الأكاديما لخدمة الاستيطان، وهو نفس ما فعلته
لجنة ليفي ولكن في السياق القانوني.
تقرير ليفي يظهر أيضاً الانزياح المستمر وربما الجنوني والمتطرف الذي
يهيمن على السياسة الإسرائيلية والابتعاد عن العقلانية – النسبية -
التي تبددت في قرارات محكمة العدل العليا وتقرير ساسون والتي
هدفت إلى عدم التصادم العلني والفظ مع القانون الدولي مع تكريس
فكرة البؤر العشوائية لشرعنة المستوطنات الأخرى، علماً أن المنظومة
القضائية الدولية تعتبر أن الاستيطان كله غير شرعي، كما كان الحالفي
فتوى المحكمة الدولية حول الجدار الفاصل وحزمة من القرارات الصادرة
عن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة.
أكد الترحيب الوزاري بالتقرير والمطالبة بتبنيه رسمياً، علماً أن السلطات
تفعل ذلك ولو بشكل ضمني إن وجهة هذه الحكومة ليست نحو السلام
أو التسوية والحلول الوسط، وإنما نحو الاستيطان وتطويره عبر طمس
لحدود حزيران يونيو 67 ما يعني تنفيذ ميداني لنفي صفة الاحتلال عن
الضفة الغربية، ونسف عملي لحل الدولتين المستند على فكرة إقامة
دولة فلسطينية ضمن حدود حزيران مع تعديلات طفيفة متفقة عليها
وفق ما يعرف بتبادل الأراضي بشكل متناسب وعادل ومنصف.
يفترض أن يشكل تقرير ليفي مناسبة لاستخلاص العبر فلسطينياً محلياً
ودولياً، لجهة الإقلاع عن وهم التسوية والقناعة باستحالة ليس فقط
الاتفاق، وإنما حتى التفاوض مع الحكومة الأكثر تطرفاً، والتي تعبر
عن المجتمع الذي ينزاح بشكل مطرد إلى اليمن الانعزال والتطرف
والانصراف، وبالتالي إلى ترتيب البيت الداخلي إنهاء الانقسام والمصالحة
تمهيداً إلى بلورة استراتيجية بديلة تقطع مع ذهنية التفاوض وليس
مع المقاربة السياسية والديبلوماسية المستندة إلى مقاومة ميدانية سلمية
وشعبية أقرب إلى نموذج الانتفاضة الأولى وتستمد قوةً ودفعاً من روح
الميدان التحرير المتنقل من دولة عربية إلى أخرى.
أما دولياً فيفترض أن يوفر التقرير ذخيرة إضافية لخوض معركة إدانة
عزل إسرائيل كونها تنتهك القوانين والمواثيق الدولية بشكل منهجي،
وفرض المقاطعة ليس فقط على بضائع المستوطنات غير الشرعية،
وإنما على الدولة الحكومة التي ترعى وتدعم الاستيطان وتسخر
القانون الأكاديميا السياسة الاقتصاد الأمن لخدمته ما يعني أن المقاطعة
يجب أن تطال هذه المناحي كلها مع الانتباه في السياق إلى أن تقرير
ليفي قرب بشكل ملموس الواقع في فلسطين من ذاك الذي ساد جنوب
إفريقيا زمن نظام الفصل العنصري، وبالتالي ضرورة استخدام وسائل
مشابهة ومطابقة لتلك التي أدت إلى تفكيك نظام الفصل
العنصري سيء الصيت.
أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئا أو تجرح على أي شخص أو جهة أو
هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .
تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم
معين .
ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك
وبعد ذلك ضع الكود وفي النهاية
اكبس تعليق.
التسميات:
مقالات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ناصر للكهرباء
Translate
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الصفحة الدينة
اكرام يونس العلي
حسين علي شريف
السيد اسامة بركات واولادة
احمد عبد الرحمن ابو عياش
مختار البص
اسماعيل عبد الرازق
SALEM SAT
SALEM NET
المشاركات الشائعة
-
يعلن محل سنو وايت عن وصول المجموعه الجديده من فساتين الاعراس والسهرة
-
موقع البص الجديد WWW.ALBUSS.COM EMAIL:ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM ALBASSCAMP@GMAIL.COM TEL:03066158
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2012
(2534)
-
▼
أغسطس
(72)
- موقع مخيم البرج الشمالي الالكتروني
- موقع مخيم الرشيدية الالكتروني
- السؤال السادس عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- الف مبروك للطالبة هناء منير مرعي بالتفوق في شهادة ...
- الشيخ محمد الموعد :مجلس علماء فلسطين لا ينسى علماء...
- مخيم البص يشيع المرحوم عبد المجيد محمد زيداني اب...
- نادى الجليل الفلسطينى مخيم البرج الشمالى ينظم دورة...
- دورة شهر رمضان المبارك في كرة القدم
- الحريري التقت الشيخ الجوهري ود.المولى ووفدا من جمع...
- القيادي بالديمقراطية وجدي جودة يدخل عامه التاسع في...
- شاب غير مسلم يبني مجسم لمسجد بحجم حافلة
- المسحراتي..بين الحداثة والعراقة
- مسعى فلسطيني لعضوية أممية ناقصة
- تيسير خالد : اسرائيل تدمرحل الدولتين وتتعامل مع ال...
- الافطار السنوي لهيئة دعم مسجد الامام شرف الدين في صور
- جبهة التحرير الفلسطينية تشيع المناضلة زينب شحرور ا...
- جنبلاط التقى وفدا من "حماس" وآخر من اهالي وادي خال...
- سماحة المفتي الشيخ مدرار حبال التقى علماء صور ومنط...
- السؤال الخامس عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- ذاكرة "دنيا الوطن" اليوم.. الذكرى الـ 83 لميلاد يا...
- تسليم الجائزة الثانية من مسابقة شهر رمضان للسيد را...
- الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ـ فرع لبنان ينعي ...
- لبنان يمثل العرب في مهرجان كوينكا الصيفي 2012
- وصول 55 عائلة من مخيم اليرموك بسوريا إلى جنوب لبنان
- أكثر من ربع مليون فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في الم...
- "ميسي" عرض عليها منصبا فرفضت ..قصة "صالحة" : طفلة ...
- عبد المجيد محمد زيداني ابو محمد في ذمة الله
- جبهة التحرير الفلسطينية تنعـي المناضلة زينب شحرور ...
- آلية جديدة لإصدار نتائج الإمتحانات الرسمية عبر ال SMS
- الحاجة فاطمة عطايا ام ياسين في ذمة الله
- السؤال الرابع عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- سـوريـا فـي ضيـافـة فلسطيـن.. فـي لبنـان
- السحور الخامس عشر في شهر رمضان المبارك في مخيم البص
- هيئة دعم المقاومة الإسلامية في صور أقامت حفل إفطار...
- الشيخ محمد الموعد: هل كرت مسبحة الاعتداءات على عل...
- التقت منتدى الاعلاميين الفلسطينيين ومنسقية تيار ال...
- حماس تقيم افطارها السنوي في مخيم البرج الشمالي
- افطار لرابطة وكشافة بيت المقدس في البارد
- شاب سعودي يشحن جواله من حذائه
- الاحتلال يوسع الاستيطان بشمال الضفة
- وداعا لرائحة الفم في رمضان
- لقاء ليلي بين الاسير والرفاعي وبركة والبحث تناول م...
- وفد من حماس يلتقي نصرالله: بلـورة مبـادرة للأزمـة ...
- بيان توضيحي من الحركة الاسلامية المجاهدة حول اشكال...
- افطار رمضاني لجبهة النضال الشعبي في مخيم نهر البارد
- انتهى اعتصام الأسير بوساطة فلسطينية وبحضور وزير ال...
- تسليم الجائزة الاولى بالمسابقة الرمضانية
- : صور من آثار الاشتباكات وقطع طريق سوق الخضار في م...
- يمني يعثر على 3500 دولار في "كرشة" بقرة
- اهم احداث اليوم الخامس في اولمبياد لندن
- مؤسسات أهلية تبحث مع الشريف أوضاع اللاجئين الفلسطي...
- السؤال الثالث عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- ماجد عزام
- اتحاد بلديات صور ينظم احتفال عيد الجيش في صور
- رئيس الهيئة الوطنية للمنقاعدين العسكريين الفلسطين...
- السؤال الثاني عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- إدارة موقع مخيم البص الالكتروني تشكر أهل الخير وا...
- دورة شهر رمضان المبارك في كرة القدم
- اهل البص في شهر رمضان
- فتاة لبنانية تؤدي مناسك للعمرة بملابس إحرام "الرجا...
- عباس عيسى أن إحدى الأولويات الوطنية تكمن في كيفي...
- ابو عرب: لا إشكال في عين الحلوة
- بيان اتحاد الموظفين في الأنروا تشكيل منطقة صور
- دراسة تثبت فوائد الفيتامينات والمعادن المتعددة للنساء
- "هاكرز غزة" يخترقون موقع عضو كنيست
- نصائح لمرضى "الضغط" في رمضان
- مجلة ألمانية: حضارة الغرب مدينة للمسلمين
- إفطاراً رمضانياً لمفوضية العلاقات والإعلام
- أرملة عرفات تدعو فرنسا للتحقيق بوفاته
- قيادات فلسطينية تحمل الدول العربية مسؤولية حماية ا...
- «صندوق الطلاب الفلسطينيين» في خطر!
- حماس تستقبل وفد جمعية next stop في عين الحلوة
-
▼
أغسطس
(72)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق