الأربعاء، يوليو 04، 2012
8:58 ص
المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا
المستقبل والتحدي الذي ينتظرنا
بقلم / عباس الجمعة
ان الضغوط الشعبية بمنع اي لقاء مع قادة الاحتلال تشكل خطوة مهمة وتحولا فلسطينيا في ظل الظروف الدقيقة، وخاصة نحن نرى ان هذه الشعب المناضل قادر على دعم الحراك السياسي الفلسطيني ، هذا صوت الشعب ورغبة الجماهير الفلسطينية، ولكن الاعتداء اي القمع لرأي الجماهير يشكل خطورة على مستقبل الحريات ، وهذا يذكرنا بما اعتدنا أن نراه في قمع الشعوب والتي كانت احد أهم مسببات الثورات في البلدان العربية.
أن الحراك الشعبي الرافض لكل أشكال التنسيق الامني والتفاوض والتطبيع حق وواجب وهو جزء من الحالة النضالية التي يقودها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة ،وأن الاعتداء على الحراك الشعبي يعتبر جريمة نكراء يجب أن يحاسب كل من ارتكبها دون الالتفات إلى موقعه أو رتبته أو الجهاز الأمني الذي يمثله.
في حقيقة الأمر، نسأل ويتساءل اي مواطن فلسطيني عن ماذا اسفرت كل اللقاءات والمفاوضات التي عقدت من قبل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مدى عشرون عاما ، سوى عن الوعود الكاذبة من قبل حكومة الاحتلال التي تهدف إلى الترويج للسياسة الإسرائيلية بأنها تعمل من أجل السلام وتسعى إلى تحقيقه، بينما على الأرض تنفذ خدعة يسرق من خلالها الحق الفلسطيني ويغتصب، حيث آلة استيطان لا ترحم؛ تلتهم الأرض الفلسطينية دون توقف، وآلة قتل لا تعرف الرحمة أو الشفقة؛ فتستبيح الدم الفلسطيني دون خوف أو مواربة، والاعتقالات مستمرة دون مراعاة لمعاني الإنسانية والبشرية، وحركة تهويد وتدنيس مدينة القدس المحتلة دون هوادة.
إن الشعب الفلسطيني دائما هو مصدر القوة، ومنبع الحق، والمساند للقيادة الفلسطينية ودورها في وقت الشدة والأزمات، ووقت الحاجة، فبالرجوع إليه والاستماع إلى صوته تزداد قوة الموقف وتتعزز، ولذلك فإن إصغاء القيادة والقوى والفصائل الفلسطينية إلى صوت الشعب الفلسطيني والرضوخ لمطالبه أمر مهم ومطلوب، وسوف تكون له آثاره الإيجابية على موقف اي تحرك فلسطيني من مجمل القضايا العالقة مع الاحتلال الإسرائيلي ومع المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته، لا سيما قضية الاستيطان وعدم الاعتراف الإسرائيلي بالحق الفلسطيني وبكافة الحقوق المشروعة، فهذا التحول الذي يقوم به الشعب يأتي في ظل قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الطلب من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع عاجل لمناقشة تصاعد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يجب أن تدركه القيادة الفلسطينية ومعها كافة القوى والفصائل أن المصالحة هي الخطوة الاساسية بعد خطوة الرضوخ للرفض الشعبي بعقد اللقاء اي لقاء مع قادة الاحتلال ، فالمصالحة أيضا مطلب شعبي، وقد خرج شعبنا الفلسطيني في الكثير من المسيرات الرافضة للانقسام والدعوة لتطبيق اليات اتفاق المصالحة الوطنية.
إن قرار التحرك نحو مجلس الأمن لعرض أصعب معضلة تهدد القضية الفلسطينية، ونعني هنا قضية الاستيطان، قرار مهم يجب أن توفر له الدبلوماسية الفلسطينية كل مقومات القوة والدعم، وعدم التراجع أمام الإغراءات أو الوعود الكاذبة من قبل الرباعية او الادارة الامريكية، بهدف العودة إلى مربع الصفر، ومن الواضح أن الإدارة الأميركية التي لا تتوقف عن تقديم المزيد من المكافآت، ورسائل الاسترضاء لإسرائيل من أجل شراء الصوت اليهودي، هذه الإدارة، تحاول إشغال الفلسطينيين بمناورات تستهدف تقطيع واستهلاك الوقت، حتى لا تذهب بملفاتها إلى الأمم المتحدة، قبل أن تظهر نتائج الانتخابات الرئاسية.
ولذلك لابد أن يوضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته الأخلاقية، فالتوجه إلى مجلس الأمن فرصة مهمة وحتى تتكشف أكاذيب بعض الدول وخدعهم، ولفضح مزايداتهم على قضايانا العادلة وحقوق الإنسان العربي والحريات المدنية والعدالة والمساواة، ، لكن يبقى الرهان على مدى صلابة الموقف الفلسطيني ومواصلته المشوار.
واليوم مع التغيير الديمقراطي الحاصل في مصر وانتخاب الرئيس محمد مرسي ، فهل نرى فك للحصار عن قطاع غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال، باعتبار القضية الفلسطينية، من اهم القضايا العربية ،ومن هنا نرى ان حالة النهوض والتغيير التي تشهده المنطقة وخصوصا مصر سيكون لها تداعيات على القضية الفلسطينية ،وخاصة بعد نجاح الثورة .
ولا بد من القول بعد ان اكدت القيادة الفلسطينية وكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية موقفها بعدم التدخل في الشأن الداخلي العربي ، وكذلك على تأكيد أنها ليست بديلا عن الشعب العربي المعني بالتغيير أو بعدم التغيير، بغض النظر عما إذا كانت سياسات النظام القائم تخدم أو لا تخدم القضية الفلسطينية.
وامام ذلك نرى ان العالم العربي يعيش مخاضا غير مسبوق فيما بات يسمى بالربيع العربي أو الثورات العربية،ولكن،ككل مخاض تبقى التخوفات واردة من خلال ما نراه من إثارة نزعات طائفية ومذهبية و اللجوء إلى السلاح بشكل كبير و الأخطر من ذلك أنها موجهة ومدعومة بشكل كبير من الخارج ،فكيف نتكلم عن ثورات شعبية تتلقى دعم واشنطن وحلف الأطلسي وتهدد وجود الدولة ووحدة الشعب ، إن لم تنتج الثورة ثقافة بمضامين ديمقراطية تحررية .
ان ما يجري في سوريا يثير تساؤلات كبيرة حول مفهوم الثورة وأدواتها وأهدافها،بل تفرض على العقل السياسي العربي إما أن يعيد النظر في كثير من مقولاته وتصوراته السابقة وخصوصا لواشنطن وبعض القوى المرتبطة معها باعتبارهم قوى استعمارية امبريالية وحلفاء لإسرائيل وللصهيونية العالمية وأعداء للشعوب العربية ونهضتها.
أي حديث حول تأثير الثورات العربية على القضية الفلسطينية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حداثة الظاهرة وعدم اكتمالها حتى الآن وفي نفس الوقت مقاربة نتائج الثورات على الوضع الفلسطيني على مستويين الأول داخلي وخصوصا مدى استفادة الإسلام السياسي الفلسطيني من تجربة الإسلاميين في دول الجوار ،والثاني يتناول تأثير الثورات على علاقة الفلسطينيين بمحيطهم العربي والإسلامي.
لذا ان ما نطرحه بضرورة ايجاد استراتيجية وطنية تتوافق عليها القوى السياسية الفلسطينية لتصبح جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني ، وخاصة اننا نعيش مرحلة تحرر وطني تحتاج لإعلاء راية الوطنية والتمسك بالهوية والثقافة الوطنية،الا اننا نرى حركة حماس تستمر باسلوبها و فكرها وأيديولوجيتها وهذا مما يؤكد على انها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وفرع من فروعها حيث تصبح قضيتنا رهن بما تؤولإليه الأمور الاخوان المسلمين في المنطقة.
ختاما : ان الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية تشكل منعطفا استراتيجيا وخطيرا ستترتب عنه متغيرات ستقلب معادلة الصراع في المنطقة والذي كان يسمى الصراع العربي الإسرائيلي ،وهذا يتطلب من كافة القوى الفلسطينية الحذر في إدارتها للأزمة لأن المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية مرحلة إدارة الصراع حيث الظروف الوطنية والإقليمية والدولية غير ناضجة لحل تاريخي ، ونحن نتطلع في هذه الايام بإنجاز ما يمكن انجازه وخاصة تطبيق اتفاق المصالحة بوعي وقدرة وتعزيز الوحدة الوطنية ، وحتى نرى ما تحملة المتغيرات العربية ، والى اين تتجه الامور وهل سنستفيد من دعم حقيقي في معركتنا الطويلة مع الاحتلال.
كاتب سياسي
أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئا أو تجرح على أي شخص أو جهة أو
هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .
تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم
معين .
ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك
وبعد ذلك ضع الكود وفي النهاية
اكبس تعليق.
الصور قابلة للتكبير عبر الضغط عليها
لمراسلتنا:
وإرسال الصور للموقع عبر الاميل
ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM
التسميات:
مقالات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ناصر للكهرباء
Translate
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الصفحة الدينة
اكرام يونس العلي
حسين علي شريف
السيد اسامة بركات واولادة
احمد عبد الرحمن ابو عياش
مختار البص
اسماعيل عبد الرازق
SALEM SAT
SALEM NET
المشاركات الشائعة
-
يعلن محل سنو وايت عن وصول المجموعه الجديده من فساتين الاعراس والسهرة
-
موقع البص الجديد WWW.ALBUSS.COM EMAIL:ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM ALBASSCAMP@GMAIL.COM TEL:03066158
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2012
(2534)
-
▼
يوليو
(341)
- السؤال الحادي عشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على ...
- الإفطار السنوي لجمعية المبرات الخيرية في معروب
- حلويات غرمتي وقبلاوي يهنئ المسلمين بشهر رمضان الم...
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تنعي المناضل الفل...
- مذكرة صادرة عن الحملة الشعبية للدفاع عن القائد الو...
- دعوة بمناسبة عيد الجيش
- (راصد) تستنكر الإعتداء على الصحافيين محمود الزيات ...
- مؤسّسة روابي القدس تختتم معرض الكتاب الإسلامي والع...
- حماس والسلطة تهاجمان موقف رومني
- مدفع رمضان بالمدينة المنورة.. صمت تجاوز 20 عامًا
- تعثر على عائلتها بعد 34 عاما من فقدان الذاكرة بفضل...
- فيس بوك تخصص 400 ألف دولار مكافآت لمكتشفى الثغرات
- نائب إسرائيلي يدعو إلى نقل القبة المشرفة من باحة ا...
- جبهة التحرير الفلسطينية تدين بشدة اقتحام المسجد ال...
- السؤال العاشر في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- اطفال مخيم البص
- وفاة المناضل والمفكر الفلسطيني ناجي علوش في عمّان
- السجن 30 يوما لشخص انتهك حرمة رمضان في اريحا
- قرص فلافل عملاق يدخل الاردن موسوعة "غينيس"
- الإمارات تودع الأوليمبياد بنكهة مصرية
- تعرفوا على الاستعمال الاخر للسيفة
- السحور في مخيم البص
- ممدوح نوفل : ذكراك تأبى الرحيل وعصيه على النسيان
- دورة شهر رمضان المبارك في مخيم البص
- أقامت مؤسسة بيت أطفال الصمود إحتفالا ختامياً في مس...
- السؤال التاسع في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- صورة بدون تعليق
- أبو ليلى: يجب العمل لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء ا...
- إفطاراً تضامنيا مع أصحاب وعمال المؤسسات المتضررة م...
- خاص بالصورة: من جديد في لبنان: اساءة للرموز الديني...
- في خطبة الجمعة حرام شرعا قطع الطرق وترويع الناس وا...
- الحاج كمال زين الدين..حمداً لله على سلامتك
- ناشط تحتفي بعائلات نادي بنات فلسطين
- السؤال الثامن في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- الافطار السنوي الاول لصندوق الزكاة والصدقات في مخي...
- (راصد) إقتحام الأقصى وإعتقال إمام المسجد جريمة عنص...
- القدس: مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- إجراء الانتخابات للهيئات المحلية والبلدية حق مشروع...
- شاهد تلتقي ممثل مدير برنامج الامم المتحدة الإنمائي...
- الأستاذ راسم قاسم في خطبة الجمعة : الإنفاق قربة إل...
- السؤال السابع في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- انظروا كيف تبخر البحر وأصبح صحراء قاحلة
- في باكورة نشاطاته: منتدى الاعلاميين الفلسطينيين يل...
- الجامعة العربية تحقق بوفاة عرفات
- صناعة الزجاج والخزف في الخليل
- حزب الله دان اقتحام المسجد الاقصى: لن يكون الأخير ...
- فتح معبر رفح من الساعة9 صباحاً حتى 9 مساءً بعد لقا...
- السؤال السادس في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- مائدة الافطار في مسجد آبي بكر الصديق (رضى الله عنه)
- “Whatsapp Messenger”...لن تبقى مجانية ؟!
- مدفع الإفطار في القدس...مسؤولية عائلة "صندوقه" منذ...
- في غزة المحاصرة يصاد السمك بالحيلة
- بقلم / عباس الجمعة
- الحريري تبحث شؤوناً صيداوية مع المفتي سوسان وبوضاه...
- الجبهة الديمقراطية تكرم الطلبة المتفوقين والناجحين...
- مباريات اليوم الثالث من دورة شهر رمضان المبارك ال...
- تمثيل شبابي ونسائي واسع في المؤتمر والقيادة المركز...
- يعلن موقع مخيم البص ومحلات ابو عياش إنطلاقه مسابقة...
- السؤال الخامس في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- مباراة ودية بين فريق اليمقراطية وبين فريق اسطنبولي
- كشافه بيت المقدس تنظف مخيم الرشيديه
- 47% معرضون للموت في حال تعرضت اسرائيل لضربة كيماوي...
- يديعوت احرونوت : نحو 400 ألف شخص في تل أبيب ليس له...
- شارك في مشاريع شهر الخير والرحمة
- جورج كلوني في دور ياسر عرفات
- بيئتي بيتي
- البلاغ الختامي الصادر عن أعمال المؤتمر الوطني السا...
- معتصم حمادة
- مباريات اليوم الثاني من دورة شهر رمضان المبارك الت...
- وزير يمني يعلن العثور على شعرة للرسول محمد صلى الل...
- طارقجي يزور قائد منطقة الجنوب في قوى الامن الداخلي...
- لجنة دعم المقاومة في فلسطين تساهم في حل مشكلة الكه...
- السؤال الرابع في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- قطايف النابلسي تطل علينا من جديد في شهر رمضان المبارك
- السحور في مخيم البص
- الآبار تفتح في مخيم البص
- افتتاح دورة شهر رمضان المبارك في كرة القدم
- مسرح إسطنبولي يمثل العرب في مهرجان كوينكا الصيفي 2012
- السؤال الثالث في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- طفل الاسبوع
- نلعب ونتعلم في مخيم البص
- الشيخ محمد الموعد: الافراح تجمعنا ولا تفرقنا هذا م...
- بيان صادر عن رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان
- سائق غزي يصنع سيارة كهربائية ]
- جزائرية تصوم رمضان للمرة الـ 111
- وزير استرالي يصوم مع المسلمين لأول مرة
- حماس تستقبل شهر رمضان باحتفال حاشد في مخيم البرج ا...
- السؤال الثاني في مسابقة شهر رمضان المبارك على موقع...
- اجازة في علوم الكومبيوتر للطالب محمد عماد شريف
- يعلن موقع مخيم البص ومحلات ابو عياش إنطلاقه مسابقة...
- حفل افتتاح المشروع المصغر في البيسرية
- شاهد تلتقي رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الد...
- نصائح طبية لمريض السكر في رمضان
- المفكر الإسلامي محمود ماضي ... ايها المسلمون سنّة ...
- د. واصل ابو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية
- تحت عنوان "نلعب ونتعلم " أحيت جمعية عمل تنموي بلا ...
- الإفراج عن 159 سجيناً فلسطينياً بمناسبة رمضان!
- افتتاح مسجد الهدى في عين الحلوة
- البرغوثي في الجامعة الأميركيّة في بيروت: مقاطعة إس...
- الحريري ترأست اجتماعا تحضيريا للمخيم الشبابي اللبن...
-
▼
يوليو
(341)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق