دليل المواقع : المفكر الإسلامي محمود ماضي ... ايها المسلمون سنّة وشيعة.. اتحدوا قبل فوات الأوان

الأحد، يوليو 22، 2012

المفكر الإسلامي محمود ماضي ... ايها المسلمون سنّة وشيعة.. اتحدوا قبل فوات الأوان

1:36 ص

المفكر الإسلامي محمود ماضي ... ايها المسلمون سنّة وشيعة.. اتحدوا قبل فوات الأوان

ترتكب في حق المسلمين سنّة وشيعة، في العالم مجازر شنيعة، ولأن الأمة منقسمة ومتخاصمة فيما بينها ينعي كل فريق منهم شهداء هذه المجازر قياساً على انتماء الشهداء العقائدي، فيسمي أهل السنة ضحايا السنة بالشهداء بينما يدافع الفريق الآخر عن المجرمين لأنهم له أولياء، وذلك هو موقف أهل السنة من الفريق الشيعي الآخر. وإذا نظرنا إلى المتحدثين بإسم الفريقين نجدهم من اصحاب العمائم الذين يزعمون أنهم علماء. وإذا تحدثت إلى مسلم من هنا ومسلم من هناك تجد ان كلاً منهما يقطر قلبه دماً على الشهداء من الفريقين. واذا شنفت آذانك لصياح خطيب من هنا وخطيب من هناك لوجدتهما متساويين في التحريض والشتم والتنقيص وإثارة مشاعر الناس وحضهم على خصومة الفريق الآخر وتسعير العداء. الناس في حيرة من أمرهم والدماء تسيل في مختلف الانحاء. الأمة تعاني من الحزن، والمعممون فيها إلى ازدياد وكثير منهم ينعم بالرخاء وكثرة الاموال وذوو عزوة وأنصار. أما الصادقون منهم فصامتون لا يحركون ساكناً لأنهم موضوعون في عزلة عن المنابر وفي غياهب الاهمال والنسيان وبالتالي لا عزوة لهم لأنهم يفتقرون إلى ثمن الغذاء. واذا صرخ أحدهم وصدح بكلمة حق فلن يجد لصوته صدى ولا لدعوة من يلبـي النداء..
الفضائيات المسماة بالدينية لا تلتفت إليهم لأنها أنشئت لخدمة مصالح المتخاصمين كالأعداء، فلا تستضيف إلا الذين يلهبون حماس الناس ولما يندفع هؤلاء الناس في بلدانهم إلى الشوارع مطالبين بالإصلاح يتركون لمصيرهم بلا دعم ولا مؤونة ولا سلاح ولا حتى أدوية لمعالجة الجراح ولا طعام ولا لباس ولا مأوى يحميهم من رصاص الغدر وقذائف الدمار. النار تشتعل في بيوتهم والمدرعات تدوس زرعهم وما فوقها من أجساد وتجد هذه الفضائيات والمنابر من الفريقين تنعق منها أصوات ألسنة المفسدين الملتوية بالكذب والرياء، بلا خجل ولا حياء، عوضاً عن إنفاق ما ينفقونه عليها في شراء بنادق ومدفعية تطلق القذائف المضادة والرصاص وإرسالها للمعارضة لتدافع عن النساء والشيوخ والأطفال.
كل يلوم الانظمة ويتهم الرؤساء ورغم ان ذلك صواب، ولكن الأكثر صواباً هو تصويب الملامة على المعممين هؤلاء وفضح حقيقة تخاذلهم عن النصرة الفعلية بأن يلبسوا الاكفان ويقودوا مريديهم إلى ساحات القتال عملاً بفريضة الجهاد التي أصبحت فرض عين هناك. ولكنهم آثروا قبض الاموال مقابل الغدر بالأمة عبر مكرهم الذي يقوم على الخطابات والتجمعات وقطع الطرقات والجلوس بلا جدوى على ارائك تحت الخيام بغية امتصاص نقمة الناس وإيهامهم بأنهم بعملهم هذا إنما يناضلون سواء على شاشات الفضائيات أو على أرصفة الطرقات وفي الساحات، بيد أنهم في الواقع يؤدون خدمة عظيمة للخصوم والاعداء.
الناس يزدادون معاناة وفقراً في لبنان ويقتل أهاليهم في الشام وإخوانهم في بورما والعراق واليمن والبحرين وباكستان وأفغانستان ومواقع أخرى لا مجال لذكرها لضيق المجال. والعرب يتحركون في الجامعة وفي المحافل الدولية ولا يحققون سوى الوعود بالنصرة والارجاء في اتخاذ القرار. هنا تقع الحيرة ويكبر السؤال من المسؤول الحقيقي عما تعانيه الأمة من تقتيل ودمار؟ هل الانظمة المجرمة أم دول الجوار الممولة للفضائيات المتهالكة والمهلكة في فتنها وإفسادها وعدم النصرة بالمدد والسلاح لا سيما ان القتل قد استعر وطال النداء؟ أم كلاهما بلا رحمة وعدم مبالاة؟ وليس هنالك من يحرك ساكناً من أجل تحرير المحتجزين اللبنانيين في سوريا، أو محظور على الصالحين طرق هذا الباب بغية رفع مستوى الاحتقان الطائفي في سوريا ولبنان. ما يزيد الوضع تأزماً وفقاً للمخطط الرامي إلى توريط حزب الله ومقتدى الصدر والقاعدة وسائر الاحزاب الدينية في المنطقة أكثر لدرجة اللاعودة وفقدان القدرة على الانسحاب من المحرقة المقرر أن يصطلوا جميعهم بنارها في الشام. وليس من طريقة للخلاص مما يعد للأمة من بلاء غير ان يتفهم ذلك المسلمون سنّة وشيعة فيتحرروا من بالي الكلام وينتفضوا على الكهنة هؤلاء، وليسارعوا إلى الوحدة والاجتماع قبل فوات الأوان.

الشراع: