دليل المواقع : غسان تويني: غدرتنا مع طعنة في القلب

الجمعة، يونيو 08، 2012

غسان تويني: غدرتنا مع طعنة في القلب

7:48 م

غسان تويني: غدرتنا مع طعنة في القلب

رحل غسان تويني، والوطن الذي حلم به معافياً بعد ما يزال يسبح في دمه، والشمس التي حلم بشروقها ما زالت ترقد في هجعة مغيب، معتم يلفنا جميعاً، والكلام على ذلك الإنسان الكبير يطول, ولن يأتي بجديد... فهو كان الكلمة وعلى عرشها استوى. ورغم حياته المديدة بالعطاء إلا أن رائد الصحافة اراد ان يستريح من تعب اخذه إلى آخر التعب، لكأنما كتب عليه أن يتقصى هموم وطن عايشه منذ الولادة، وها هو الوطن الذي ما زال في غرفة العناية الفائقة يزفنا إلى من اعطاه اقصى الممكن من الحب والأمل ، أملا ً بمستقبل يخرجه من النفق المظلم الذي نعيشه.

أيها العاشق لمطر بدر شاكر السياب لن ارثيك، فمثلك لا يستطيع الموت أن يدفعك خارج ذاكرتنا، ولا يقدر أن يقودك إلى غرفه الرطبة والمظلمة، فأنت اكبر من الممكن ، بعدما تجاوزت المستحيل مع كلمة لم تكن لسواك، وسنظل نحن الذين تأخرنا عنك نستلهم ما كنته وما اردتنا ان نكونه, ان ننطلق مثلك إلى الغد ونتجاوز اللحظة الراهنة باعتبارها ستصبح بعد لحظة تليها ماضيا ً.

كنت الأسبق إلى كل شيئ بدأب من يريد ان ينزع الغشاوة عن وطن، وضمنا ً إنسانه ، وما كان لهما بديلا ً في الملمات.

كانت السياسة تهواك وليس العكس، فقط لتنزع عنها الأدران التي كانت لغيرك "ميكافيلية" الصنع والهوى... وعلى العكس فقد سعيت إلى طاولة الملك آرثر: الجميع للفرد والفرد للجميع.

الراحل كان نسيج نفسه،بإعتباره ينتمي إلى عائلة هي مدرسة في الواقع تلمست الأدب والفكر والفن اسلوب حياة بعيداً عن إغراءاتها... وهكذا انقضى العمر دون ان يلقي بعرض البحر اشرعة أخذها معه إلى الآخر. بعدما اودعنا اشراقاته رغم الزمن الذي يتهاوى على نفسه.

رحيلك اليوم لا يريده الموت انيسا ً له، لربما شعر بتعب السنين التي تراكمت عليك، أما بالنسبة لنا فهو هامشي امام إرثك لمن اراده متعقب حرية وحياة واجماع على وطن نهائي لإبنائه يتوج من غار حرية المسيح عندما " علق على خشبة " .

عندما افضيت مرةً بتعبيرك الفذ:"حروب الآخرين على ارضنا" وضعت يدك على مكامن الجراح التي ارهقتنا، والتي ما تزال اليوم تدور رحاها في اكثر من مكان، ولم يكن حينها كما هو الآن ان نستوعب ما قلت، خلاصته استنتاجا الوطن لـ "غياب " .

تقديم التعازي ليس من واجبنا، فأنت بيننا مع طلوع "النهار" كل صباح والديك وحده سيبقى ذلك الذي يسبقنا إلى الفجر صائحاً هيا إلى العمل.

عماد سعيد رئيس موقع "هلا صور" الإلكتروني

أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئا أو تجرح على أي شخص أو جهة أو

هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .

تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم

معين .

ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك وفي النهاية

اكبس تعليق.

الصور قابلة للتكبير عبر الضغط عليها

لمراسلتنا:

وإرسال الصور للموقع عبر الاميل

ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM