حتى اليوم لا تزال النجاحات التي حققتها الإجتماعات بين "فتح" و"حماس" على الورق فقط، وبرأي المحلل السياسي والسفير الفلسطيني السابق يحيى رباح فإن المطلوب ضرورة تحرك الإرادة الفلسطينية بأقصى سرعة لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني وتكليل النجاحات التي حققتها الاجتماعات الأخيرة على أرض الواقع. ويشير رباح، في حديث لـ"النشرة"، الى أن "المواطن العادي الذي لديه اهتمامات مباشرة لا رؤى إستراتيجية يجب أن يرى المصالحة تتجسد في أشياء حقيقية وواقعية يلمسها".
ويعتبر أنه "إذا لم ينجز أصحاب القرار المصالحة بالسرعة اللازمة، فإن موجة التفاؤل التي سادت منذ لقاءات القاهرة، وتعززت في اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ستتحول إلى موجة إحباط وربما تتحول إلى موجة انفجار".
ويدعو رباح أصحاب القرار الفلسطيني الى أن "يحفزوا إرادتهم ويبدأوا في مرحلة التطبيق الفعلي لما اتفق عليه في كافة الحوارات التي عقدت بين الجانبين، بحيث يرى الفلسطينيون حقائق موضوعية على الأرض، دون الحديث عن كلام مطلق في الهواء"، ويشدد على أن "الانقسام الفلسطيني أصبح أكثر خطورة بعد أكثر من أربع سنوات على مضيه، وبات من الضروري تطبيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية".

على الرغم من هذا الواقع، يعرب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث، عن تفاؤله بالوصول لمرحلة متقدمة ونجاحات على صعيد اللقاءات بين "فتح" و "حماس"، ويؤكد أن الأجواء إيجابية من جميع الاتجاهات.
ويرى شعث، في حديث لـ"النشرة"، أن "اجتماعات القاهرة أضاءت الأمل والتفاؤل في إجراء مصالحة كاملة يراها المواطن على الأرض وفي حياته اليومية"، ويشدد على أن "الوحدة الوطنية لا بد أن تتحقق وتنتهي حالة الانقسام بين شطري الوطن، لأنها الرافعة الأساسية للدولة الفلسطينية القادمة"، ويؤكد أن الاجتماع الأخير الذي عقدته لجنة الحريات العامة في غزة سيحقق نتائج يلمسها المواطن الفلسطيني.

ومن جانبه، يؤكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" وأحد أعضاء لجنة الحريات العامة خالد البطش، في حديث لـ"النشرة"، أن "اللجنة في طور البحث وأنها ناقشت بشفافية وموضوعية مختلف القضايا العالقة كالاعتقال السياسي وملف جوازات السفر والمؤسسات الفلسطينية التي أغلقت على أثر الانقسام وغيرها"، ويشير الى أن اللجنة ستواصل اجتماعاتها.

ويؤكد البطش أن قطار المصالحة قد انطلق وأن القضايا أخذت في التفكيك والحل، ويقول: "أنا أبشر أبناء شعبنا الفلسطيني بأننا الآن على بوابات إنهاء الانقسام". ويعد بأن "جميع القضايا بحثت وسترى طريقها إلى النور خلال الأيام القادمة، وعلى أقصى تقدير الأسبوع المقبل ربما نرى دلالات واضحة على الأرض".

حتى اليوم لا يشعر المواطن الفلسطيني بنتائج هذه المصالحة على أرض الواقع، وهي لا تزال حبراً على ورق تنتظر التطبيق الفعلي، فهل تنجح اللجان المشتركة بتحويل التفاؤل المفرط لدى المعنيين الى واقع معاش في الشارع الفلسطيني؟