الخميس، يناير 19، 2012
11:16 م
أين ندفن موتانا؟؟
بقلم: عثمان بدر
منذ ما يزيد عن خمس سنوات حلّت كارثة انسانية بكل المعاني بمخيم نهر البارد نجم عنها تهجير سكانه البالغ عددهم قرابة الاربعين الف نسمة وتوزّعوا انذاك على المدارس والمساجد ومقار المؤسسات الانسانية والتربوية والاجتماعية في ظروف مهينة واليمة ويندى لها جبين الانسانية, وبعد اخذً ورد وقبول وصد ومعاناة كبيرة عاد القسم الاكبر منهم الى مخيمهم ليعيشوا في "بركسات" تفتقر الى ادنى مقومات ومواصفات العيش الادمي والانساني اذ انه جرى تجريف كامل بيوت المخيم لاعادة اعماره من جديد, ويبدو ان لا نهاية في الافق لهذا الحرج المفتوح والنازف اذ ان المعاناة تزداد وتيرتها يوماً بعد الاخر, فالاعمار يسير على ظهر سلحفاة تعاني من "شلل الاطفال" اذ انه بعد اكثر من اربع سنوات على بدء الاعمار لم يتسلّم سوى 350 عائلة لبيوتهم من اصل اكثر من خمسة الاف عائلة في ظل عدم متابعة جديّة وفعلية من قبل الجهات المعنية, و"الاونروا" قلّصت تقديماتها للاهالي وهي بصدد اتخاذ مزيد من الاجراءات "التقليصية" وتمس هذه المرّة افقر شرائح المخيم عنيت شريحة "ذوي العسر الشديد" او ما يُطلق عليها عرفاً اسم "الشؤون" في ظل صمت غريب ومريب من قبل الفصائل الفلسطينية كافة واللجنة الشعبية وما يُطلق عليها اسم مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وبقية الجهات المعنية الاخرى...
لا نأتي بجديد حين نقول انه مع بدء المعركة بين الجيش اللبناني وما يّطلق عليها اسم "فتح_الاسلام" تم اعلان مخيم نهر البارد منطقة عسكرية وعلى الرغم من انقضاء اكثر من اربع سنوات على توقف المعارك الاّ ان المخيم ما برح منطقة عسكرية بكل ما في الكلمة من معانٍ, فجواحز الجيش منتشرة على مداخلة الرئيسة والفرعية والدخول اليه والخروج منه خاضع لنظام "التصاريح" اذ ان ابناء المخيم انفسهم ممن يسكنون فيه لا يتمكنون من الدخول الى بيوتهم وممتلكاتهم الا اذا استحصلوا على تصريح للمرور صادر عن "فرع المخابرات" والامر ذاته ينطبق على زوّار المخيم لاي منطقة او جنسية انتموا الاّ الذين يحملون الجنسية اللبنانية فانه بامكانهم الدخول من خلال بطاقة الهوية بعد ان يتم التدقيق معهم عن وجهة سيرهم والعائلة المنوي زيارتها اضافة الى تسجيل اسمائهم او ابقاء بطاقاتهم على "الحاجز" الى حين عودتهم, وبعيداً عن الخوض في تفاصيل قانونية او عدم قانونية هذه الاجراءات وتماشيها او تعارضها مع حقوق الانسان فان تأيثراتها السلبية على المخيم وابنائه وعلى الجوار في الوقت نفسه كبيرة ومؤذية اذ ان حالة "الاغلاق" القائمة لا تساعد على استعادة المخيم لموقعه ودوره الاقتصادي الذي كان يلعبه قبل التدمير وهذا ما اسهم بحدود كبيرة الى وصول عدد كبير من عائلات المخيم الى الخطوط الحمراء والى حدود الفاقة ...
و اليوم فان ابناء "نهر البارد" يعيشون في خضم ازمة من نوع جديد وبحق تشغل بالهم وتؤرق منامهم وهي اين سيدفنون موتاهم بعد ان نفذت الامكنة والمطارح في مقبرة "خالد بن الوليد" لا سيما وان "المقابر القديمة" وعدا عن كونها ممتلئة اصلاً ولا امكنة فيها للدفن فان الجيش يمنع استحداث مقابر فيها او دفن الميت فوق احد اقربائه او احبابه, والواقع ان هناك ارض مخصصة منذ ما قبل المعركة لتكون مقبرة جديدة ولكنها الان تحت سيطرة الجيش وتُعد منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها او الحديث عنها , وفي حقيقة الامر ان هذه المشكلة ليست بسيطة كما قد يعتقد البعض فناهيك عن الجوانب الانسانية التي تتضمنها فان جانب ايجاد "مقبرة جديدة" هو الاصعب راهناً ما لم يطلق الجيش سراح الارض المقرّر ان تكون مقبرة , ولعل ابناء المخيم محقون في تخوفهم وهواجسهم وفي التساؤل عن مصيرهم قبل الموت وبعده خاصة وان جزء كبير منهم قد دفن في مقابر "مخيم البداوي" في ظل ازدياد حالات الموت الفجائي بينهم وخاصة بين جيل الشباب فعلى سبيل المثال لا الحصر سُجل خلال الاسبوعين الماضيين وفاة اكثر من اربعين من ابناء المخيم من الذكور والاناث على حدٍ سواء جّلهم من الشاب في مقتبل العمر وتوفوا بغالبيتهم عن طريق "السكتة القلبية" او "الجلطة الدماغية" او سواها من مسببات الموت الفجائي... وفي واقع الامران حل هذه المشكلة يكمن في امرين اثنين لا ثالث لهما وهما ان يقوم الجيش بتسليم الارض لاستخدامها ك"مقبرة" وفي حال تعذّر ذلك ان تقوم "دار الافتاء الاسلامية" باصدار فتوى تجيز فيها لابناء" نهرالبارد" حرق موتاهم ورمي رفاتهم في النهر او البحر على الطريقة "الهندية" وبهذا يتم تجاوز المشكلة...؟؟ اليس من المعيب لا بل من المهين اننا في الالفية الثالثة وان يُفكّر الانسان بمصيره حيّاً وميتاً...؟ سؤال برسم الجهات المعنية...؟
أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئاً أو تجرح على أي شخص أو جهة أو
هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .
تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم
معين .
ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك وفي النهاية
اكبس تعليق.
التسميات:
أخبار فلسطنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ناصر للكهرباء

03013037
Translate
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الصفحة الدينة

صلوا على رسول الله
اكرام يونس العلي

حسين علي شريف

السيد اسامة بركات واولادة

احمد عبد الرحمن ابو عياش
مختار البص

اسماعيل عبد الرازق

حفلات - أعراس - اعياد ميلاد
SALEM SAT
SALEM NET
المشاركات الشائعة
-
يعلن محل سنو وايت عن وصول المجموعه الجديده من فساتين الاعراس والسهرة
-
موقع البص الجديد WWW.ALBUSS.COM EMAIL:ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM ALBASSCAMP@GMAIL.COM TEL:03066158
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2012
(2534)
-
▼
يناير
(273)
- فلسطينيو العراق يناشدون بوقف استهدافهم
- محمد شعبان.. قصة إبداع فلسطيني
- الاحتفاء بمرور 150 عاما على ميلاد جرجي زيدان.. اول...
- وفد حماس بقيادة وزير الداخلية يصل مصر
- وفد من "العمل الإسلامي" زار "حزب الله" وتشديد على...
- شاتيلا عرض الاوضاع مع وفد من "التحرير الفلسطينية"
- سكايز" إستنكر "اصطياد" اسرائيل للصحافيين الفلسطينيين
- في ختام فعاليات منتدى الربيع العربي - التركي في اس...
- طمس المقدسات في بيسان وطبريا
- "الاونروا": مليون كرون من الدانمارك لتغطية الاغاث...
- الشرق الاوسط: لبنان: ثلث تلاميذ المدارس يجهلون تخص...
- ياسين حاضر عن "الاسلام والحريات" في صور
- أكبر"سدر كنافة"في نابلس
- أسر فلسطينية تنشد مقومات الحياة
- فلسطين تحيي انطلاقة ثورتها في باريس للمرة الأولى
- لأول مرة الباحثة الفلسطينية ..أريج الخطيب تنجح في ...
- هنية بالدوحة في مستهل جولة خليجية
- "الخصي الكيميائي" في روسيا لكل من يغتصب قاصرا
- "ويسترن يونيون" حذرت العملاء من الوقوع ضحية عمليا...
- اجواء نادي دالاس
- وفد من قيادة حركة "فتح" والكفاح المسلح يزور مقر حر...
- نقل جثة مواطنة لبنانية من فلسطين المحتلة
- بلدية الحميري تطلق على تسمية الشارع الرئيسي في الب...
- أغبى لص في بريطانيا سرق جاره وارتدى ثيابه
- مدينة صور احيت ذكرى الثالث لوفاة المرحوم حسن محي ...
- كتاب عن عمالة الاطفال الفلسطينيين: لننتشل سكان الم...
- مسلسل السرقات عاد الى الواجه وبدء بالمعوقين
- البعريني استقبل وفدا من "الجبهة الديموقراطية": دو...
- المفتي عبد الله التقى وفدا من "جبهة النضال الشعبي ...
- الأمين لـ"المستقبل": دولة تستجدي سلطاتها بالتراضي ...
- مراد حاضر في صور عن "لبنان والمتغيرات العربية": ن...
- أزرار قميص تتمتع بتقنية الـ WIFI
- لمناسبة رأس السنة الصينية 2012 والتي يطلق عليها ال...
- منتدى صور الثقافي يدعو للمشاركة في حوار مع فضيلة ا...
- وفاة الحاجة عايدة نمر دكور
- طلاب مدرسة العاملية في بلدة العباسية يشاركون بنشاط...
- بركة يستقبل وفداً من مكتب العلامة فضل الله
- فلسطينيون يتعرضون للقتل والتعذيب والسرقة من مجموعا...
- الحق في اللعب Right to Play.
- مهرجان ل"الجهاد الإسلامي" في الرشيدية في ذكرى انت...
- وفاة الوحش اكبر معمر فلسطيني عن عمر يناهز 135 عاما
- في الذكرى الـ4 لرحيل حبش: الشعبية تؤكد- أفكاره ورؤ...
- وفاة شيخ المناضلين الفلسطينيين
- صور سيارة اسرائيلية تتعمد دهس فلسطيني
- العلامة السيد علي الأمين : سيادة الدّولة في امت...
- بحيرة تقتل كل من يقترب منها
- د. سلمان علي عيديبي ... غالب الحياة و لم تغلبه
- رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور حسن علوية يجول ...
- اعتصام لاهالي البداوي احتجاجا على اختطاف مواطن
- خادمة تسرق 63 ألف يورو من منزل القرضاوى
- رصاصة واحدة وقتيلان و لتعلم كل امرأة عربية أن قدر ...
- البرغوثي يدعو لمواصلة المقاومة
- وفد بلدية صور وضع اكليلين على ضريحي ضحيتين من الط...
- قبلان إستقبل وفدا من الجبهة الديموقراطية: لتوحيد ...
- حفل تسلم وتسليم لإدارة مستشفى حيرام في صور بحضور ف...
- وفد من "لقاء علماء صور" زار "تجمع العلماء"
- الوسـائل التعليمية التي استخدمها المعلم الأعظم لتل...
- وفد "حماس" زار "التجدد الديموقراطي"
- الوفاء للمقاومة" دانت "حملة الاعتقالات الاسرائيلية...
- وفد من الجمعية الوطنية للبلديات فرع مقاطعة "لاتسيو...
- استقبل راعي ابرشية صور المارونية المطران شكر الله ...
- ضغط إسرائيلي لتهجير مسيحيي فلسطين
- أفغانية متزوجة من عاطل على العمل تنجب 6 توائم
- ليمونة على شكل يد بشرية صغيرة
- الوزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور في مخيم بر...
- لجنة الطوارئ تهنئ الشعب المصري بولادة برلمان الثور...
- يوم السبت 4/2/2012م ذكرى المولد النبوي الشريف
- العلامة الشيخ علي ياسين يحذر من المؤامرات التي تست...
- امريكا تمارس الابتزاز السياسي مع الاردن و تطلب تجن...
- الشيخ العيلاني يستنكر إعتقال رئيس المجلس التشريعي ...
- تحالف القوى الفلسطينية دان اعتقال الدويك وخضر: لت...
- حماس تلتقي الصليب الأحمر الدولي في صور
- أكبر معمر في مخيم البص في ذمة الله عن عمر ناهز 98 ...
- الاتحاد العام لطلبة فلسطين في بريطانيا يطلق موقعه ...
- لأول مرة.. فلسطين تشارك في اجتماعات الجمعية البرلم...
- كفيفة أنقذت حياة سائق!
- المولودة الأصغر حجماً فى العالم تغادر المستشفى
- معوقة تكتب بفمها وتتفوق على أقرانها
- الفتاة الفلسطينية براءة تروي حكاية حبسها في الحمام...
- الشيخ علي ياسين يحذر من تفاقم ازمة الكهرباء في لبنان
- فوائد القرنفل الصحية
- أنصار القذافي يسيطرون على بني الوليد ويرفعون العلم...
- جزرة على شكل كف اليد
- منظمة إسرائيلية تسعى لاقفال مكاتب منظمة التحرير ال...
- اسارتا : الجيش اللبناني والفاعليات الجنوبية ساعدون...
- التجمع الفلسطيني في صيدا القديمة
- وفد من "أشد" عرض أوضاع الفلسطينيين مع أسامة سعد
- أناقة الحرف العربي
- هاتف جديد يعمل 15 عاماً دون شحن
- هنية يقرر صرف 100 دولار لكل معلم بغزة
- الرئيس عباس يصل جمهورية تشوفاشيا
- مر على زواجه 70 عاما ولا يزال يقدم لها ورودا كل أسبوع
- مناظر طبيعية مدهشة مصنوعة من الكتب القديمة
- النائب فضل الله : تراكم أزمة الكهرباء
- وفد إسباني يزور مؤسسة بيت أطفال الصمود في مخيم برج...
- مقاوم يروي ماذا حصل ليلة21\1\1985
- أمين فتح شريف- مؤقّتا- يمشي على أربع أرجل.
- تسمية أهم شوارع أريحا باسم الرئيس الروسي مدفيديف
- من حكم كرة القدم.. إلى حكم الشعب المصري
- بيل جيتس ينعى عبقرية الكمبيوتر الباكستانية بعد وفا...
-
▼
يناير
(273)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق