دليل المواقع : الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة

الجمعة، أبريل 20، 2012

الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة

11:22 م

العلامة النابلسي: القيادات السياسية لم ترتقِ إلى مستوى المسؤولية التي تحتمها اللحظة التاريخية في المنطقة

العلامة النابلسي: استسهال الخطاب المبتذل بات سمة من سمات الخطاب السياسي اللبناني

العلامة النابلسي: تصحيح المسار السياسي لن يرى النور إلا من خلال تفاعل صحيح بين المجتمع الأهلي والحكومة

قال سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا: يواجه لبنان في هذه المرحلة موجة جديدة من الانقسام السياسي الحاد, والاستقطاب الطائفي والمذهبي, وهذا ما بيّنته جلسات مجلس النواب الأخيرة, يأتي ذلك في ظل التوتر الشديد القائم في المنطقة والذي يشكل تهديداً لأمن لبنان الهش ولاستقراره المرتبط إلى حدٍ كبير باستقرار الأوضاع فيها.

إننا نقف -في جل ما شهدناه- عند مناكفات سياسية لا عند آليّات حقيقيّة للمساءَلة والمحاسبة. لأنّ هذا البلد محكوم لقبضة الزعماء الكبار ومحكوم للأفراد النافذين, إذ لا وجود للدولة والمؤسسات ولا لتكتلات وطنية وأهلية فاعلة تستطيع أن تضغط لتصنع واقعاً جديداً بعيداً عن المحسوبيات والمحاباة والفساد الذي نراه في كل مرافق الدولة تقريباً.

لقد تصورنا خطأ أنه يمكن للقيادات السياسية أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية التي تحتمها اللحظة التاريخية في المنطقة, وتلتزم بضبط خطابها السياسي فيما تلتزم الحكومة بإدارة رشيدة وعمل مؤسسي دؤوب لإنقاذ الوضعين الاجتماعي والاقتصادي, ولكن خاب ظننا وما زال اللبنانيون يعيشون في ظل فوضى سياسية وإدارية. فالصورة سلبية للغاية, إذ لا حوار داخلي حول الملفات الأساسية, ولا توافق داخل الحكومة نفسها, ولا شفافيّة في الخطاب السياسي, والكل يبحث عن تثبيت موقعه في الانتخابات القادمة.

إننا نقول إن استسهال الخطاب المبتذل بات سمة من سمات الخطاب السياسي وهو أمر مدمر وغير مقبول به البتّة, وإذ أضفنا هذا النوع من الخطاب إلى ما يحصل في المنطقة فإنه يراكم مخاطر وتحديات جسيمة, ولذلك نوجه عناية المسؤولين والقيادات السياسية إلى ضرورة الاعتدال في المواقف, إذ لا مبررات لإثارة القضايا الخلافية بهذا النحو الحاد الذي يعقب نتائج نفسية ومذهبية وطائفية سلبية على الأرض.

إن المرحلة تتطلب التنبه والنظر إلى مجمل الصورة الداخلية والخارجية والتركيز على تصحيح المسار السياسي بمبادرات جدية لتحقيق مطالب اللبنانيين التي لن ترى النور إلا من خلال تفاعل صحيح بين المجتمع الأهلي والحكومة وإلا من خلال قيادة موحدة تعمل بشفافية لإقامة دولة المؤسسات والنظام.