الأحد، مارس 11، 2012
10:56 م
هؤلاء طردوا من وطنهم. هناك، كان أبناء المخيمات يملكون «مصاري وأراضي»، لكن الزمن دار عليهم وسياسة الدولة اللبنانية ايضاً حوّلتهم في عيون اللبنانيين الى لاجئين مسلمين فقراء
يعيش في المخيمات الفلسطينية في لبنان آلاف اللاجئين. هؤلاء طردوا من وطنهم. هناك، كان أبناء المخيمات يملكون «مصاري وأراضي»، لكن الزمن دار عليهم وسياسة الدولة اللبنانية ايضاً حوّلتهم في عيون اللبنانيين الى لاجئين مسلمين فقراء
قاسم س. قاسم
ماذا يعني أن تكون فلسطينياً ولاجئاً في لبنان؟ أن تحمل «كرت إعاشة» وأنت تعرف انه لا يفيدك بشيء؟ أن تعامل في بلد تربيت فيه كأجنبي حيناً وكلاجئ حيناً آخر؟ ماذا يعني أن تكون مدافن اللاجئين التي فاضت على آخرها غير مدافن اللبنانيين؟ وأن ينظر إليك بسبب هويتك على أنك إرهابي محتمل، أو «ازعر» محتمل، او «حرامي» محتمل، او «مشكلجي» محتمل؟ ماذا يعني أن تعيش في مخيم لا تستطيع أن تهمس لزوجتك سراً مخافةً من أن يسمعه جيرانك؟ وأن تكون في بلد يتدخل فيه الجيش اللبناني ليحدد لك قطر «قسطل» مياه الصرف الصحي الذي يجب أن تمده في بنى المخيم التحتية مخافة أن تستخدمه يوماً ما كنفق ضده؟ ماذا يعني أن تمنع من استئجار أرض ليدفن أبناء جلدتك بعضهم بعضاً، بالقرب من مطار بيروت الدولي خوفاً من تهديد أمواتك لأمن الملاحة الجوية وسلامتها.
ماذا يعني أن نسمع يومياً «على الريق» صباحاً، ومساء من يتهمنا بأننا نريد التوطين، ونتهم بأن كل مشاكل البلد نحن أصلها وفصلها وأن البلد لن يتطور بسبب وجودنا على هذه الأرض، وأن نكون شعباً لاجئاً على مدى 64 عاماً، ويتم تحويلنا بطريقة ممنهجة إلى شعب يقف على أبواب الجمعيات لطلب المساعدات؟ ماذا يعني أن نعامَل بطريقة توحي بأنه يجب على الفلسطيني أن يذّل ليتمنى أن يُطرد من هنا، أو نعامل بطريقة تشعرنا كأنكم تطلبون منّا أن نرحل بأنفسنا عن هذا البلد الذي أحببناه وعشنا فيه وشاركنا أهله أحزانهم وأفراحهم؟
كيف يمكننا تبرير السياسة التي تتبعها الدولة عبر تحويل الفلسطيني إلى مجرد «مسلم فقير»؟ فالفلسطينيون المسيحيون جنسوا في عهد كميل شمعون، ألا يعد هذا توطيناً؟ أما الفلسطينيون الأغنياء فجنّسوا للاستفادة من أموالهم، والفلسطيني اللبناني صاحب بنك عودة، ريمون عودة، أكبر دليل. عودة لم يجنّس فحسب بل أصبح وزيراً للمهجرين، في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008.
التجنيس لم يقتصر على «المسيحي الغني» فلا ضير من الاستفادة من «المسلم الغني»؟ ورفعت النمر وابنه رامي دليلان على ذلك. فالوالد صاحب بنك «فيرست ناشونال بنك» وقد ورثه ولده. رامي لم ينس فلسطين ولا يزال يدعم أبناء المخيمات من خلال دعم جمعيات المسنين.
من بقي من اللاجئين إذاً؟ لم يبق أحد غير الفلسطيني المسلم الفقير «المعتر»، ذلك القابع في المخيمات. ذلك اللاجئ الذي كفر بكل شيء من حوله. كفر بمسؤولي الفصائل الذين لا يهتمون بغير كراسيهم وسلطتهم ونفوذهم، والأزقة والزواريب التي يسيطرون عليها. «العترة» على ذلك اللاجئ الذي يموت في اليوم الواحد آلاف المرات، لكسب قوت يومه. «العترة» على ذلك الفقير الذي يخاف خير السماء، كي لا «ينشّ» بيته أو يطوف عليه مياه صرفه الصحي. «العترة» على من صعب على اللاجئ الفلسطيني حقه في العمل نكاية بوزير سابق. أما الأنكى من هذا وذاك فهو اليمين اللبناني الذي لا يزال ينظر إلى الفلسطيني كـ«غريب» يجب اضطهاده. فهذا اليمين انفعل عندما قام وزير العمل السابق شربل نحاس بتسهيل إجازات العمل للفلسطيني لماذا؟ «لأنّ ذلك سيسهم في التوطين»، كما قالوا.
ممنوع علينا أن نعمل لأن ذلك سيسهل التوطين. ممنوع علينا أن نتملك لأنّ ذلك يسهل التوطين. ممنوع أن ندرس في بعض الاختصاصات لأن في ذلك وجهاً من أوجه التوطين. ربما الشيء الوحيد المسموح به هو أن نموت لأنّ ذلك يكافح التوطين.
ماذا يعني أن نسمع يومياً «على الريق» صباحاً، ومساء من يتهمنا بأننا نريد التوطين، ونتهم بأن كل مشاكل البلد نحن أصلها وفصلها وأن البلد لن يتطور بسبب وجودنا على هذه الأرض، وأن نكون شعباً لاجئاً على مدى 64 عاماً، ويتم تحويلنا بطريقة ممنهجة إلى شعب يقف على أبواب الجمعيات لطلب المساعدات؟ ماذا يعني أن نعامَل بطريقة توحي بأنه يجب على الفلسطيني أن يذّل ليتمنى أن يُطرد من هنا، أو نعامل بطريقة تشعرنا كأنكم تطلبون منّا أن نرحل بأنفسنا عن هذا البلد الذي أحببناه وعشنا فيه وشاركنا أهله أحزانهم وأفراحهم؟
كيف يمكننا تبرير السياسة التي تتبعها الدولة عبر تحويل الفلسطيني إلى مجرد «مسلم فقير»؟ فالفلسطينيون المسيحيون جنسوا في عهد كميل شمعون، ألا يعد هذا توطيناً؟ أما الفلسطينيون الأغنياء فجنّسوا للاستفادة من أموالهم، والفلسطيني اللبناني صاحب بنك عودة، ريمون عودة، أكبر دليل. عودة لم يجنّس فحسب بل أصبح وزيراً للمهجرين، في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008.
التجنيس لم يقتصر على «المسيحي الغني» فلا ضير من الاستفادة من «المسلم الغني»؟ ورفعت النمر وابنه رامي دليلان على ذلك. فالوالد صاحب بنك «فيرست ناشونال بنك» وقد ورثه ولده. رامي لم ينس فلسطين ولا يزال يدعم أبناء المخيمات من خلال دعم جمعيات المسنين.
من بقي من اللاجئين إذاً؟ لم يبق أحد غير الفلسطيني المسلم الفقير «المعتر»، ذلك القابع في المخيمات. ذلك اللاجئ الذي كفر بكل شيء من حوله. كفر بمسؤولي الفصائل الذين لا يهتمون بغير كراسيهم وسلطتهم ونفوذهم، والأزقة والزواريب التي يسيطرون عليها. «العترة» على ذلك اللاجئ الذي يموت في اليوم الواحد آلاف المرات، لكسب قوت يومه. «العترة» على ذلك الفقير الذي يخاف خير السماء، كي لا «ينشّ» بيته أو يطوف عليه مياه صرفه الصحي. «العترة» على من صعب على اللاجئ الفلسطيني حقه في العمل نكاية بوزير سابق. أما الأنكى من هذا وذاك فهو اليمين اللبناني الذي لا يزال ينظر إلى الفلسطيني كـ«غريب» يجب اضطهاده. فهذا اليمين انفعل عندما قام وزير العمل السابق شربل نحاس بتسهيل إجازات العمل للفلسطيني لماذا؟ «لأنّ ذلك سيسهم في التوطين»، كما قالوا.
ممنوع علينا أن نعمل لأن ذلك سيسهل التوطين. ممنوع علينا أن نتملك لأنّ ذلك يسهل التوطين. ممنوع أن ندرس في بعض الاختصاصات لأن في ذلك وجهاً من أوجه التوطين. ربما الشيء الوحيد المسموح به هو أن نموت لأنّ ذلك يكافح التوطين.
أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئاً أو تجرح على أي شخص أو جهة أو
هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .
تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم
معين .
ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك وفي النهاية
اكبس تعليق.
التسميات:
أخبار فلسطنية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ناصر للكهرباء
Translate
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الصفحة الدينة
اكرام يونس العلي
حسين علي شريف
السيد اسامة بركات واولادة
احمد عبد الرحمن ابو عياش
مختار البص
اسماعيل عبد الرازق
SALEM SAT
SALEM NET
المشاركات الشائعة
-
يعلن محل سنو وايت عن وصول المجموعه الجديده من فساتين الاعراس والسهرة
-
موقع البص الجديد WWW.ALBUSS.COM EMAIL:ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM ALBASSCAMP@GMAIL.COM TEL:03066158
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2012
(2534)
-
▼
مارس
(409)
- يوم تاريخي ليوم الارض في قلعة الشقيف
- أول متجر إفتراضي فى العالم يقع في كوريا
- اختراع كوميدي: اكتب SMS على جبهة صديقك
- أغرب أجهزه تحكم عن بعد !
- بالصور .. حلاق تركي يستخدم الفأس و النار بدلاً عن ...
- لائحة المشاركة والتغيير تجول على مدارس الأنروا في ...
- مطعم بدبي يبتكر طريقة لطلب البيتزا عبر " بلوتوث" م...
- القنصل الفرنسي بالكويت يشهر إسلامه
- ريال مدريد يحذف "الصليب" من الشعار احتراما للدين ا...
- العثور على مدفع اثري في صور
- مسيرة في مخيم الجليل في بعلبك بمناسبة "يوم الارض"
- احتفال بيوم الارض في قلعة الشقيف
- الجالية الفلسطينية فى الكويت تحتفل غدا بيوم الأرض
- مفتي فلسطين: لوضع حد لاقتحام باحات المسجد الأقصى
- مسيرة في مخيم البداوي في "يوم الارض" وكلمات اكدت ...
- ذكرى مرور ثالث موسى دياب الرباح في كفربدا
- سفير بولونيا يزور لبنان
- عيد ميلاد الطفلة مروى مصطفى عبد العال في روضة نبع
- واخيرا طارت المزبلة تنذكر وما تنعاد
- إعتصام في مخيم البص في يوم الأرض
- حملة التوبة للحج والعمرة
- الاستاذ محمد موسى في ذكرى يوم الأرض
- النجدة الإجتماعية مركز التأهيل أحيت يوم الأم والطفل
- حملة تشجير واسعة في اقليم التفاح
- اختتام ورشة عمل السياحة البيئية في صور: اقتراح تش...
- النائب ياسين جابر يرعى وتكريما للمعلم في عيده الاح...
- الافراج عن الأسيرة هناء شلبي وابعادها لمدة ثلاث سن...
- مستوطنون يستولون على منزل بالخليل
- دراسة توضح مخاطر طهى الطعام فى "المايكروويف"
- رئيس مجلس القضاء الشرعي في فلسطين اختتم زيارته للبنان
- حمدان استقبل وفد مجلس علماء فلسطين: عروبتنا وإسلا...
- الجماعة الاسلامية" و"الجبهة الشعبية": لتفويت الفر...
- اعتصام امام مقر الامم المتحدة في "ذكرى يوم الارض" ...
- "العمل الإسلامي": الوحدة الفلسطينية على قاعدة الم...
- بالصور.. فنان ياباني يصنع متاهات بالملح حزنًا لوفا...
- فعاليات مقاومة الفصل العنصري الإسرائلي في صور
- حركة امل وبلدية بدياس يكرمون الام في عيدها
- بيان صادر عن اللجنة الاهلية في مخيم البص يدين الاع...
- يديعوت أحرنوت: لبنان سيفرج غدا عن شاب عربي من إسرا...
- لائحة المشاركة والتغيير تزور مدارس البرج الشمالي\ ...
- حفل بمناسبة عيد الأم والطفل في مؤسسة أبو جهاد الوزير
- الجيش المصري يحفظ بياض الوجه في التصنيف العالمى لل...
- "شبشب" بإضاءة يكشف لك الطريق
- صورة بدون تعليق
- مالك إحدى المدارس الخاصة بالأردن يتزوج من خامس مدي...
- عجوز تونسية في الثمانين من عمرها حامل في شهرها الرابع
- دريان التقى رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي في فل...
- معرض "الأنامل المبدعة" في مخيم البداوي
- طلاء من الذهب يساعد على إخفاء طائرة "الشبح" الروس...
- مهرجان في مخيم البارد في ذكرى يوم الارض كلمات دعت...
- مأساة فتاة فلسطينية.. تهز المشاعر وتبحث عن حل بعين...
- السفير الفلسطيني استقبل الجوجو
- اطلاق الاسبوع الثقافي في ثانوية القديس يوسف – عين ابل
- صورة بدون تعليق
- ميتسوبيتشى تصنع مصعدا سرعته 60 كيلو مترًا
- لمناسبة اليوم العالمي للمسرح الشبكة المدرسية لصيدا...
- سوري بـ 24 إصبعاً يطمح لدخول موسوعة غينيس
- مرض نادر يحرم طفلاً أميركياً من تناول الطعام أو مج...
- وزير التعليم البحرينى يأمر بفتح تحقيق مع معلمة أجب...
- تعبئة وحشد لمسيرة القدس العالمية
- محكمة هولندية تعوض طبيبًا فلسطينيًا 1.33 مليون يورو
- مدرسة الطنطورة- المعشوق- تحيي يوم الأم والطفل وتكر...
- بيان صادر عن اللجنة الشعبية في مخيم البص يدين الاع...
- البحرين، مصر، ليبيا وحكومات عربيةأخرى مازالت تسعي ...
- وزير التعاون الايطالي افتتح مركزا صحيا وملعبا ريا...
- لائحة المشاركة والتغيير زارت مدرسة قيساريا
- مدررسة جباليا البرج الشمالي تحيي يوم الأم والطفل
- النابلسي استقبل وفدا من "الجبهة الديموقراطية": اي...
- قباني استقبل رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي في ف...
- مذكرة من اللجنة اللبنانية - الفلسطينية عن "عواصف ...
- مدرسة قيساريا الشبريحا تفاعل الطلبة مع يوم الأم وا...
- صورة بدون تعليق
- سفير بريطانيا زار مخيم ضبيه للاجئين الفلسطنيين: س...
- مهرجان ل"جبهة التحرير" في صيدا في ذكرى "ابو العباس"
- واشنطن تعهدت تقديم 10 ملايين دولار إضافية لدعم "ال...
- اليابان: إكتشاف حبوب ونباتات مطبوخة عمرها 13 ألف عام
- اسرائيل قررت قطع علاقاتها مع مجلس حقوق الانسان
- مجلس ادارة نقابة الصحافيين الفلسطينيين: لتوحيد ال...
- كثرة النوم تضر بالقلب
- إضراب الأسرى الفلسطينيين "معركة بطولة.. من أجل الح...
- احتفال ل -" جبهة التحرير الفلسطينية" في البرج الش...
- كوكب الزهرة يتعامد مع الكعبة.. اليوم
- اختلف مع زوجته فقطع الكهرباء عن نصف مليون برازيلي
- نادي الجليل يكرم الطلاب المتفوقين
- "فتح" أحيت ذكرى "يوم الارض" في مخيم البداوي فياض:...
- توقيع كتابه "عصارات عـمـر"
- هناء شبلي وكافة الأسرى في سجون الإحتلال في خطر ......
- مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري تكرم امهات أفراد هي...
- عرس جماعي لأكثر من 2500 عروس وعريس في كوريا الجنوبية
- احتفال بمناسبة يوم الطفل ويوم الام في مخيم البص
- محكمة إسرائيلية ترفض استئناف هناء شلبي
- لائحة المشاركة والتغيير تجول على مدارس الأنروا في ...
- عرض مسرحية " باقة ورد" في النبطية
- الوزير علي حسن خليل: لا يمكن ان نستمر في حكومة لا ...
- فنان أقام معرضاً عرض فيه 10000 قطعة جمعتها أمه على...
- حركة انصار الله تقيم احتفال في ميخم برج الشمالي بم...
- ناظر مدرسة يمنع العناق بين التلاميذ لإعتباره تفاعل...
- موجة حارة غير مسبوقة تجتاح الولايات المتحدة
- شاهد أغلى ساعة في العالم سويسرية الصنع بـ خمسة ملا...
- رياض الأطفال في الرشيدية تحتفل بيوم الأم والطفل
-
▼
مارس
(409)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق