دليل المواقع : طموحات موفاز

الثلاثاء، يونيو 26، 2012

طموحات موفاز

12:38 ص

طموحات موفاز

محمد السهلي

تمكن شاؤول موفاز من إزاحة تسيبي ليفني عن رئاسة «كاديما» وحلّ مكانها.

لكن ذلك لم يشفع له في نتائج استطلاعات الرأي التي تنبأت بمستقبل أسود لهذا الحزب

في ظل قيادته. وعلى اعتبار أن إزاحة ليفني بالنسبة له كانت مجرد خطوة واحدة على

طريق حلمه الكبير.. مقعد رئاسة الوزراء، كان لابدّ له من أن يهتدي إلى أقصر الطرق

لتحقيق هذا الحلم شرط ألا يمرّ هذا الطريق من محطة الانتخابات المبكرة التي من شأنها

أن تحيل التوقعات السيئة بشأنه إلى واقع.

من هذه الزاوية، شكلت الصفقة التي عقدها مع نتنياهو طوق النجاة الذي أنقذه من

تداعيات الانتخابات المبكرة وقدّمه أمام المجتمع الإسرائيلي كأبرز الشخصيات في المشهد

السياسي الرسمي كنائب أول لرئيس الوزراء ورئيس أكبر حزب في الائتلاف الحاكم.

ولكن.. حتى يبقى كذلك ويعزز موقفه أكثر كان لابد له من خطوات إضافية حتى

يقترب من هدفه المنشود.

·المسألة الأولى التي أراد موفاز التأكيد عليها هي أنه وعلى الرغم من انضمامه إلى

الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو، إلا أنه «زعيم» سياسي لديه الكثير في جعبته

وعلى جبهات عدة، أبرزها موضوعة التسوية السياسية مع الجانب الفلسطيني وخاصة

أنه سبق أن طرح مبادرة سياسية بهذا الشأن. في هذا المجال لا يعتبر موفاز نفسه ملزما

بالإطار السياسي الذي اشتغل عليه الائتلاف الحكومي برئاسة «الليكود» قبل دخول

«كاديما» إلى الحكومة مؤخرا. وأراد لتكريس هذا الانطباع أن يخاطب رئيس السلطة

الفلسطينية مباشرة عندما دعا إلى اجتماع مشترك مع الرئيس عباس لمناقشة سبل إحياء

التسوية السياسية مجددا. وقبل أن يتلقى أي رد على دعوته كان قد نجح من حيث المبدأ

في تقديم نفسه كعامل تحريك للتسوية المتجمدة.

وهو يعرف أن لديه الكثير من الوقت في ظل انشغال إدارة أوباما في ملفات دولية وإقليمية

عدة، وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر

القادم. ومن المتوقع أن يواصل تحركه على هذا الصعيد من أجل استقبال أوسع ردات

فعل ممكنة على دعوته بشأن التسوية. وإذا كان الرد الذي جاءه من الرئيس عباس

لا يشكل ترحيبا كاملا بهذه الدعوة إلا أن موفاز استطاع أن يستجر اقتراحات فلسطينية

مجزوءة كشرط لعودة مياه التسوية إلى مجاريها، من بينها إطلاق سراح معتقلين

فلسطينيين قدامى وتحديد تبادل الأراضي بنسب متساوية لا تتجاوز الواحد بالمئة وإحالة

بعض قضايا التسوية كالقدس الشرقية من زاوية غياب النص على مستقبلها في برنامج

«كاديما». وقد رأت أوساط حزب موفاز في هذا التعامل الفلسطيني مع اقتراحاته كبطاقة

اعتماد للحزب ورئيسه في حال نشط الحديث مجددا عن إنعاش عملية التسوية. وقد لاحظن

ا في حينها على الرد الفلسطيني بأنه جاء مجزوءا ولم يقدم كرزمة متكاملة من الأسس

والعناصر التي تضمن في حال تحقيقها الخوض في تسوية متوازنة وشاملة.

·ولم ينس موفاز أن يدلو بمساهمة وهو الرجل العسكري عندما علق على الأحداث الأخيرة

في سيناء وغزة مقدما نفسه كقائد عسكري صارم تجاه «أمن إسرائيل» واعتبر أن من حق

الدولة العبرية أن تقوم بعمليات عسكرية في أي مكان تعتقد أن الخطر عليها قادم منه.

وهو يجرب هنا الدخول على خط التطورات في مصر وإشعار القيادة العسكرية هناك

بحضوره كرجل في مقدمة المشهد السياسي الرسمي الإسرائيلي. وهي رسالة داخلية

أيضا تشعر الجميع بأن الملفات الرئيسية في صلب اهتماماته كرجل دولة مسؤول يحضر

نفسه لتبوء رئاسة الهرم السياسي عندما تسنح له الفرصة.

في هذا المجال يجري سباق خفي بين موفاز من جهة ووزير الخارجية إيهود باراك الذي

يقود غرفة العمليات في سياق العدوان على قطاع غزة وأهله. ولربما يعتبر موفاز أن

باراك يتقلد وزارة الدفاع للمرة الأخيرة في حال مضت حكومة «الوحدة» حتى نهاية

عمرها المفترض بحسب الصفقة التي توسع بموجبها الائتلاف الحكومي وفي حال استطاع

موفاز أن يستعد جيدا للانتخابات العامة القادمة مراهنا على تراجع ألق نتنياهو مع

الصدام بالملفات الداخلية الشائكة التي نجح في تأجيلها حتى الآن.

·ما يريد موفاز تكريسه في المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي هو تقديم صورة ثنائية

تجمعه ونتنياهو تحت يافطة الحزبين الكبيرين في الائتلاف. وأن بلورة هذه الصورة

وتعزيزها سيكون بالضرورة على حساب الأحزاب الأخرى محاولا استعادة الثنائية

القديمة التي وسمت المشهد الإسرائيلي (العمل ـ الليكود) من خلال ثنائية (الليكود ـ كاديما).

وعلى هذا الطريق، سيسعى موفاز لترتيب أوضاع حزبه بما يمكنه من تجاوز أية

احتمالات تضعه في خطر المنافسة على رئاسة هذا الحزب.

لكن عقبات كثيرة ربما تقطع الطريق على طموحات موفاز وإمكانية تحقيق حلمه في تبوء

منصب رئاسة الوزراء أبرزها إلى الآن على الأقل بنيامين نتنياهو الذي لديه طموح قوي

واستعداد أكثر لتجديد ولايته على رأس الحكومة عقب أية انتخابات قادمة على اعتبار

أنه يقود ائتلافا حكوميا موسعا يصعب على أي من أطرافه أن يشكل لوحده عاملا

ضاغطا يمكن أن يؤثر على سياساته القائمة وخاصة بشأن التسوية السياسية مع الجانب

الفلسطيني. فقد نجح مؤخرا في إبطال مشروع قرار قانون التسوية بشأن الأراضي

الفلسطينية الخاصة التي أقيمت عليها بؤر استيطانية وكان هذا اختبار ناجح له حول

مدى قدرته على السيطرة داخل حزبه وفي إطار الائتلاف الحاكم بشكل عام. كما أثبتت

التجربة أنه ماهر في اللعب على التناقضات الداخلية بما فيها وضع موفاز نفسه عندما

أقنعه من موقع الضرورة بقبول الصفقة ودخول الائتلاف الحكومي مشترطا عليه التوقيع

على تعهد بالبقاء في الحكومة حتى نهاية ولايتها الدستورية. وهو ماهر أيضا في إدارة

الخلافات السياسية مع الحلفاء قبل الخصوم فأثبت ذلك خلال التجاذبات التي وقعت بين

تل أبيب وواشنطن بشأن الاستيطان في العام 2010.

ما بين طموحات موفاز والعقبات التي تعترض طريق تحقيقها معادلات كثيرة تحفل بها

الحالة السياسية والحزبية الإسرائيلية.. فهناك طامحون كثر لعلّ أبرزهم أفيغدور ليبرمان

وإيهود باراك وقد يأتي غيرهم ليتقدم المشهد على أبواب الانتخابات العامة عند اقتراب

موعدها.. وربما عليه الكثير من الانتظار..

أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئا أو تجرح على أي شخص أو جهة أو

هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .

تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم

معين .

ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك

وبعد ذلك ضع الكود وفي النهاية

اكبس تعليق.

الصور قابلة للتكبير عبر الضغط عليها

لمراسلتنا:

وإرسال الصور للموقع عبر الاميل

ALBASSCAMP@HOTMAIL.COM

التسميات: مقالات

طموحات موفاز

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محلات ابو عياش مخيم البص-03033036

ناصر للكهرباء

تابعونا على موقع مخيم البص الجديد

Translate

الصفحات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

تابعونا على الفيس فوك

الصفحة الدينة

باسل ناصر عبد الرازق

كنان نبيل الزنغري

رواد العيسى وابنه علي

علي عبد الكريم سالم

علي رامي الجمل

اكرام يونس العلي

حسين علي شريف

السيد اسامة بركات واولادة

احمد عبد الرحمن ابو عياش

اسامه محمد العبد الله

مختار البص

اسماعيل عبد الرازق

SALEM SAT

SALEM NET

لاجئ نت

موقع sourbusiness

رابطة المعلمين الفلسطينين في لبنان

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية