دليل المواقع : الأول من أيار بقلم الأستاذ محمد حسين موسى

الأربعاء، مايو 02، 2012

الأول من أيار بقلم الأستاذ محمد حسين موسى

12:35 ص

عيد الكادحين الأحرار

عيد الكادحين الأحرار

يصادف يوم الثلاثاء 1/5/2012 الأول من أيار عيد العمال العالمي، عيد الكادحين الأحرار. عيد عرق جبين العمال الذي يعتبر بحق من أروع المحطات وأنصفها في تاريخ عمال العالم حيث أعتبر هذا اليوم منذ العام1889 عيداً عالمياً للطبقة العاملة ، بعد الإضراب والتظاهرة العالمية في مدينة "شيكاغو" الأمريكية وأرتكاب الشرطة حينذاك مجزرة بحق من طالب بتحسين لقمة العيش وقوت العيال فدفعوا ثمناً غالياً لحريتهم وعرق جبينهم المصادر...

وهذه هي قصة اليوم الذي إختارته المنظمات العالمية العالمية ليكون عيداً للعمل والعمال.

حينما يستقريء الإنسان التاريخ يراه أحياناً مرآة لواقعه فيقف وقفة تأمل ، باحثاً بين جنباته عن المواقف المشرفة لتجارب الإنسانية ، هذا إذا كانت مع فئات عادية من البشر ، فكيف بها مع السواعد العاملة التي يقوم بنيان أي مجتمع على أكتافها.

ولنبدأ الحكاية من البداية إذا جاز لنا تسميتها بالحكاية مكانها ، ساحة " هاي ماركت" الساحة الرئيسية لمدينة شيكاغو في أمريكا كما أسلفنا ، والزمان عام 1886 ، والحدث مظاهرة للعمال، والعدد يتجاوز الثلاثمائة وخمسين ألف عامل يسيرون تحت شعارات محددة واضحة ، ثماني ساعات للعمل ، ثماني ساعات للنوم ، ثماني ساعات للراحة ، كان ذلك اليوم هو الرابع من شهر أيار في العام المذكور ، ولم تكف دوافع العمل للإضراب والتظاهر تقتصر على مطالبهم الخاصة بل إن جزءاً ريسياً من دوافع الإضراب كان أيضاً للإحتجاج على سقوط ستة عمال ضحايا في شركة "ماك كرومك" للآلات الزراعية قبل ذلك بوقت قصير ، وكان عدد كبير من رجال البوليس يواكبون العمال منذ إنطلاقتهم ومتى وصولهم إلى الساحة ، كان عدد من النقابيين يلقي كلمات ، فجأة دوى صوت إنجار وأخذ العمال ورجال البوليس يهربون في كل إتجاه ، وكانت النتيجة عدد من القتلى والجرحى سقط ضحية ... ولكن ضحية من؟ لم ندري ولم يدر الكثير من أمثالنا إلا بعد وقت متأخر ، هذا ا يقوله أحد شهود العيان:

ونستكمل الرواية ونقول بإختصار:

_ 1_ عام 1886 قاد إتحاد العمل الأمريكي إضراباً عاماً لتنفيذ قرار سابق إتخذه العام 1884 ويقضي باللجوء إلى سلاح الإضراب.

_2_ عامان من الحوار والإتصالات لم تؤديا إلى نتيجة.

_3_ كان الإضراب الذي إنتهى بقنبلة يدوية أدت إلى سقوط سبعة قتلى من رجال البوليس

وأربعة من العمال عدا الجرحى.

_4_ سيق عدد كبير من النقابيين إلى السجن ومن ثم محاكمة نُفذ على أثرها حكم الإعدام بعدد

منهم والحكم على عدد آخر بالسجن لمدة طويلة ، عدا عن إغتيال بعضهم وزعم البوليس

أنهم ماتوا إنتحاراً.

_5_ هزت الحادثة العالم باسره ، وإرتفعت الأصوات العالمية في العالم منددة بالمذبحة.

_6_ وفي العام 1889 إنعقد مؤتمر عمالي في باريس ضم 391 مندوباً يمثلون 19 دولة

إختاروا الأول من أيار يوماً لإحتفالاتهم الدولية وتعبيراً عن تضامنهم العالمي في سبيل

تحرير المجتمعات من الإستغلال والنهب.

_7_ وتحقيق المطالب التي أقرها المؤتمر.

_ خفض ساعات العمل إلى ثماني ساعات.

_ منع العمل الليلي والغاء مكاتب المتاجرة بالعمال.

_ حصول العمال على عطلة رسمية في هذا اليوم.

_ منع إستغلال عمالة النساء والأطفال.

_8_ الغريب في الأمر أنه بعد مضي إثنتي عشرة سنة على محاكمات أيار إعترف مدير

البوليس في مدينة شيكاغو بأن ما جرى في ساحة هاي ماركت كان من تدبيره

بإتفاق مع عدد من أصحاب رؤوس الأموال.

نعود ونقول بعد هذا الإستعراض للحكاية:

إن هذا اليوم التاريخي المحفور في أذهان الكادحين المناضلين والذي يحتفل فيه عمال العالم أجمع يعكس بحق الدور البارز والأهم في صيانة الشعوب الذي يقوم به العمال في بناء ونهضة المجتمعات في مختلف المجالات الإنتاجية والإقتصادية والإجتماعية والعمرانية.

فأنتم أيها العمال أول من وقف للدفاع عن حقوقه دون خوف أو وجل ، أنتم أول من قدم التضحيات لإنتزاعهم هذه الحقوق ،وبسبب هذه المواقف سقط العديد من طبقتكم شهداء فكان الأول من أيار يوماً ناصعاً.

وأنتم أول من أكد على حقه في المساواة والعدالة الإجتماعية من أجل العيش الكريم.

وهنا ليس بإستطاعتنا أن نتحدث عن العمل والعمال بمعزل هن حقوقهم ، والحقوق كثيرة ومتعددة ، يلزمها نضال هاديء ، مخلص ، متواصل ، وتضحية مستمرة .

وأول هذه الحقوق يتمثل بالحق في تنفيذ سياسة واضحة للأجور تأخذ الكفلة الحقيقية للمعيشة ، والمحافظة على المدخرات ، وتأمين الأحوال اللازمة مع تحسين شروط ونوعية العمل لأي عامل ، وفي نفس الوقت علينا أن نضع ضمن الأولويات محاربة الفساد والمحسوبية والمحاباة والترهل في العمل في أية مؤسسة كانت.

إن نضال العمال في يوم العمال يجب أن يتمثل بصون حقوق العاملين والدفاع عن كرامتهم وتوفير لقمة عيش كريمة لهم ولأوولادهم كما أننا نؤكد على مسألة الحقوق المدنية والإجتاعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان على إعتبارها قضية وطنية ملحة لمعالجة الهموم والمشكلات الناتجة عن عدم إنجاز حق العمل للشعب الفلسطيني المقيم في لبنان.

بقلم الأستاذ محمد حسين موسى

المركز الثقافي الفلسطيني.

أن الموقع لا يدرج أي تعليق يتضمن كلاما ً بذيئاً أو تجرح على أي شخص أو جهة أو

هيئة كما لا ينشر التعليقات التي تثير العصبيات الطائفية أو المذهبية والسياسية .

تنويه أن الموقع لا ينتمي إلى أي جهة سياسية ولا محسوب على أي جهة أو تنظيم

معين .

ملاحظة : للتعليق يوجد فراغ للتعليق بإسم ضع مجهول واكتب تعليقك وفي النهاية

اكبس تعليق.

التسميات: أخبار المخيم